فناديت: يا صالح يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله فتراءى لي في منتهى البادية شبح، فلما تأملته حضر عندي في زمان يسير فرأيته شابا حسن الوجه نقي الثياب، أسمر، على هيئة الشرفاء، راكبا على جمل، ومعه أداوة، فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: أنت عطشان؟ قلت: نعم فأعطاني الأداوة فشربت ثم قال: تريد أن تلحق القافلة؟ قلت: نعم، فأردفني خلفه، وتوجه نحو مكة.
وكان من عادتي قراءة الحرز اليماني في كل يوم، فأخذت في قراءته فقال عليه السلام في بعض المواضع: اقرأ هكذا، قال: فما مضى إلا زمان يسير حتى قال لي: تعرف هذا الموضع؟ فنظرت فإذا أنا بالأبطح فقال: انزل، فلما نزلت رجعت وغاب عني.
فعند ذلك عرفت أنه القائم عليه السلام فندمت وتأسفت على مفارقته، وعدم معرفته فلما كان بعد سبعة أيام أتت القافلة، فرأوني في مكة بعد ما أيسوا من حياتي فلذا اشتهرت بطي الأرض.
قال الوالد - رحمه الله -: فقرأت عنده الحرز اليماني وصححته وأجازني والحمد لله.
ومنها ما أخبرني به جماعة عن جماعة عن السيد السند الفاضل الكامل ميرزا محمد الأسترآبادي نور الله مرقده أنه قال: إني كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه، فأخذ في الطواف، فلما قرب مني أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه، فأخذت منه وشممته، وقلت له: من أين يا سيدي، قال: من الخرابات ثم غاب عني فلم أره.
ومنها ما أخبرني به جماعة من أهل الغري على مشرفه السلام أن رجلا من أهل قاشان أتى إلى الغري متوجها إلى بيت الله الحرام، فاعتل علة شديدة حتى يبست رجلاه، ولم يقدر على المشي، فخلفه رفقاؤه وتركوه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة، وذهبوا إلى الحج.