الرقي، عن الحسن بن وجناء النصيبي قال: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال: قم يا حسن بن وجناء قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول إنها من أبناء أربعين فما فوقها فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شئ حتى أتت بي دار خديجة صلوات الله عليها وفيها بيت بابه في وسط الحائط، وله درجه ساج يرتقى إليه.
فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن! فصعدت فوقفت بالباب وقال لي صاحب الزمان عليه السلام: يا حسن أتراك خفيت علي؟ والله ما من وقت في حجك إلا وأنا معك فيه ثم جعل يعد علي أوقاتي فوقعت (مغشيا) على وجهي فحسست بيده قد وقعت علي، فقمت فقال لي: يا حسن الزم بالمدينة دار جعفر بن محمد، ولا يهمنك طعامك وشرابك، ولا ما يستر عورتك ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج وصلاة عليه، فقال: فبهذا فادع، وهكذا صل علي، ولا تعطه إلا محقي أوليائي فان الله جل جلاله موفقك فقلت: مولاي لا أراك بعدها؟ فقال: يا حسن إذا شاء الله.
قال: فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد عليهما السلام فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الافطار، فأدخل بيتي وقت الافطار فأصيب رباعيا مملوءا ماء ورغيفا على رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار فآكل ذلك فهو كفاية لي وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف، واني لأدخل الماء بالنهار فأرش البيت و أدع الكوز فارغا وأؤتي (1) بالطعام ولا حاجة لي إليه فاصدق به ليلا لئلا يعلم بي من معي.
28 - إكمال الدين: ابن متوكل، عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار قال:
قدمت مدينة الرسول وآله، فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير عليه السلام فلم أقع على شئ منها فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينا أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة، يطيل التوسم في فعدلت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له.