عراقي الأصل، وأما مذهبي فإنني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله [بالهدى] ودين الحق ليظهره على الأديان كلها ولو كره المشركون.
فقالوا لي: لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنة بغير حساب؟ فقلت لهم: وما تلك الشهادة الأخرى؟ اهدوني إليها يرحمكم الله، فقال لي إمامهم: الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أمير المؤمنين، ويعسوب المتقين، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول الله، وخلفاؤه من بعده بلا فاصلة، قد أوجب الله عز وجل طاعتهم على عباده، وجعلهم أولياء أمره ونهيه، وحججا على خلقه في أرضه، وأمانا لبريته، لان الصادق الأمين محمدا رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله أخبر بهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عز وجل له عليه السلام في ليلة معراجه إلى السماوات السبع، وقد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى، وسماهم له واحدا بعد واحد، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك، وحصل عندي أكمل السرور، وذهب عني تعب الطريق من الفرح، وعرفتهم أني على مذهبهم، فتوجهوا إلي توجه إشفاق، وعينوا لي مكانا في زوايا المسجد، وما زالوا يتعاهدوني بالعزة والاكرام مدة إقامتي عندهم، وصار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلا ولا نهارا.
فسألته عن ميرة أهل بلده (1) من أين تأتي إليهم فاني لا أرى لهم أرضا مزروعة، فقال: تأتي إليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الامام صاحب الامر عليه السلام، فقلت له: كم تأتيكم ميرتكم في السنة؟
فقال: مرتين، وقد أتت مرة وبقيت الأخرى فقلت: كم بقي حتى تأتيكم؟ قال:
أربعة أشهر.