8 - إكمال الدين: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن محمد ابن إسماعيل، عن حيان السراج قال: سمعت السيد ابن محمد الحميري يقول:
كنت أقول بالغلو وأعتقد غيبة محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه، قد ضللت في ذلك زمانا، فمن الله علي بالصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، وأنقذني به من النار وهداني إلى سواء الصراط، فسألته بعد ما صح عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة الله علي وعلى جميع أهل زمانه، وأنه الامام الذي فرض الله طاعته وأوجب الاقتداء به.
فقلت له: يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن يقع؟ فقال عليه السلام: ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم بالحق، بقية الله في الأرض، وصاحب الزمان، والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه، لم يخرج من الدنيا حتى يظهر، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام تبت إلى الله تعالى ذكره على يديه، وقلت قصيدة أولها:
فلما رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا تجعفرت باسم الله والله أكبر * أيقنت أن الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ما كنت دينا * به ونهاني واحد الناس جعفر فقلت فهبني قد تهودت برهة * وإلا فديني دين من يتنصر وإني إلى الرحمان من ذاك تائب * وإني قد أسلمت والله أكبر فلست بغال ما حييت وراجع * إلى ما عليه كنت أخفي وأظهر ولا قائلا حي برضوى محمد * وإن عاب جهال مقالي فأكثروا ولكنه ممن مضى لسبيله * على أفضل الحالات يقفى ويخبر مع الطيبين الطاهرين الأولى لهم * من المصطفى فرع زكي وعنصر إلى آخر القصيدة، وقلت بعد ذلك: