بالقار (1)، تكون نحوا من خمسة أذرع أو أزيد، تدلى من السطوح حفظا للحيطان.
وأما قوله عليه السلام: " لا يندب قتيلهم " فقيل: إنه وصف لهم لشدة البأس و الحرص على القتال، وأنهم لا يبالون بالموت، وقيل: لأنهم كانوا عبيدا غرباء لم يكن لهم أهل وولد ممن عادتهم الندبة وافتقاد الغائب، وقيل: " لا يفقد غائبهم " وصف لهم بالكثرة، وأنه إذا قتل منهم قتيل سد مسده غيره، ويقال: كببت فلانا على وجهه أي تركته ولم ألتفت إليه. وقوله: " وقادرها بقدرها " أي معامل لها بمقدارها وقوله: " ناظرها بعينها " أي ناظر إليها بعين العبرة أو أنظر إليها نظرا يليق بها (2).
56 - نهج البلاغة: ومنه يومئ إلى وصف الأتراك: كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة، يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، و يكون هناك استحرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور، فقال له بعض أصحابه: لقد عطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك عليه السلام وقال للرجل وكان كلبيا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم، وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: إن الله عنده علم الساعة " الآية (3) فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر وأنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد، من يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذي لا يعمله أحد إلا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله