وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا، وبعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي، وبعده ابنه الحسن يدعى بالأمين، والقائم من ولد الحسين سميي وأشبه الناس بي، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
قال الرجل: فما بال قوم وعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دفعوكم عن هذا الامر وأنتم الأعلون نسبا ونوطا (1) بالنبي وفهما بالكتاب والسنة؟ قال عليه السلام: أرادوا قلع أوتاد الحرم، وهتك ستور الأشهر الحرم، من بطون البطون ونور نواظر العيون، بالظنون الكاذبة والأعمال البائرة (2)، بالأعوان الجائرة في البلدان المظلمة، وبالبهتان المهلكة بالقلوب الخربة (3)، فراموا هتك الستور الزكية وكسر إنية الله النقية، ومشكاة يعرفها الجميع، وعين الزجاجة ومشكاة المصباح، وسبل الرشاد، وخيرة الواحد القهار، حملة بطون القرآن، فالويل لهم من طمطام النار (4) ومن رب كبير متعال، بئس القوم من خفضني وحاولوا الادهان في دين الله، فإن يرفع عنا محن البلوى حملناهم من الحق على محضه، وإن يكن الأخرى فلا تأس على القوم الفاسقين (5).
[بيان: الشيصبان اسم الشيطان، وإنما عبر عنهم بذلك لأنهم كانوا شرك الشيطان] والمشهور أن عدد خلفاء بني العباس كان سبعة وثلاثين، ولعله عليه السلام إنما عد منهم من استقر ملكه وامتد، لا من تزلزل سلطانه وذهب ملكه سريعا، كالأمين والمنتصر والمستعين والمعتز وأمثالهم. والكديد إما كناية عن المعتز فالمراد بسنيه أعوام عمره فإن عمره حين مات كان أربعا وعشرين سنة، فيكون ما ذكره عليه السلام عند العد على خلاف الترتيب، أو كناية عن المقتدر ويكون المراد بسنيه مدة خلافته وكانت أربعة وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما وكان ثامن عشرهم وفي العد أيضا الكديد هو الثامن عشر والمتقي أيضا كانت