* [بيان: قوله عليه السلام: " من ذرية نبيها " أقول: يخطر بالبال في حل الاشكال الوارد عليه من عدم كون أمير المؤمنين من الذرية وجوه:
الأول أن السائل لما علم بوفور علمه عليه السلام وما شاهد من آثار الإمامة والوصاية فيه أنه أول الأوصياء عليهم السلام فكأن سؤاله عن التتمة، فالمراد بالاثني عشر تتمتهم وتكملتهم غيره عليه السلام.
الثاني أن يكون إطلاق الذرية عليه للتغليب وهو مجاز شائع.
الثالث أن استعير لفظ الذرية للعترة ويريد بها ما يعم الولادة الحقيقة والمجازية فإن النبي صلى الله عليه وآله كان والد جميع الأمة لا سيما بالنسبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فإنه كان مربيه ومعلمه، وعلاقة المجاز هنا كثيرة.
الرابع أن يكون " من ذرية نبيها " خبر مبتدء محذوف، أي بقيتهم من الذرية أو هم من الذرية بارتكاب استخدام في الضمير بإرجاع الضمير إلى الأغلب تجوزا، وأكثر تلك الوجوه يجري في قوله: " من ذريته " وكذا قوله: " أمهم " يعني فاطمة " وجدتهم " يعني خديجة عليهما السلام وقوله: " وهم مني " على الأول والرابع ظاهر، وعلى الوجهين الأخيرين يمكن أن ترتكب تجوز في كلمة " من " بما يشمل العينية أيضا، أو يقال: ضمير " هم " راجع إلى الذرية مطلقا إشارة إلى أن جميع ذرية النبي من ولده كما قال النبي صلى الله عليه وآله فيه: " هو أبو ولدي " أو المعنى: ابتدؤوا مني أي أنا أولهم.
أقول: قد أوردنا كثيرا من الاخبار في ذلك في باب احتجاجاته صلوات الله عليه على اليهود، وباب ما ورد من المعضلات على الأئمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله، 9 - كتاب المقتضب: لابن عياش، عن أحمد بن محمد بن زياد القطان، عن محمد بن غالب الضبي، عن هلال بن عقبة، عن حيان بن أبي بشر، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ليلة القدر في كل سنة ينزل فيه على الوصاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما ينزل، قيل له: ومن الوصاة يا أمير المؤمنين؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي هم الأئمة المحدثون، قال معروف: فلقيت أبا عبد الله مولى ابن عباس بمكة (1)