مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليه السلام فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وقبله ثم قال: حزقة حزقة، ترق عين بقة، ووضع فمه على فمه وقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة، تسعة من ولدك أئمة أبرار.
فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم في صلب الحسين؟
فأطرق مليا (1) ثم رفع رأسه فقال: يا عبد الله سألت عظيما ولكني أخبرك أن ابني هذا ووضع يده على كتف الحسين عليه السلام - يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي عليه السلام يسمي العابد ونور الزهاد، ويخرج الله من صلب علي ولدا اسمه اسمي وأشبه الناس بي يبقر العلم بقرا وينطق بالحق ويأمر بالصواب، يخرج الله من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا رسول الله؟ قال: يقال له جعفر، صادق في قوله وفعله، الطاعن عليه كالطاعن علي، والراد عليه كالراد علي، ثم دخل حسان بن ثابت وأنشد في رسول الله صلى الله عليه وآله شعرا وانقطع الحديث.
فلما كان من الغد صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دخل بيت عائشة ودخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب وعبد الله بن العباس، وكان صلى الله عليه وآله من دأبه إذا سئل أجاب وإذا لم يسأل ابتدأ، فقلت له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين قال: نعم يا أبا هريرة، ويخرج الله من صلب جعفر مولودا نقيا طاهرا أسمر ربعة (2) سمي موسى بن عمران، ثم قال له ابن عباس: ثم من رسول الله؟ قال: يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى بالرضا، موضع العلم ومعدن الحلم، ثم قال عليه السلام، بأبي المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود، أطهر الناس (3) خلقا وأحسنهم خلقا، و يخرج من صلب محمد علي ابنه: طاهر الحسب صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن الله. وأبو حجة الله، ويخرج الله من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، له هيبة موسى وحكم داود وبهاء