ابن عمك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين، سوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة امناء معصومون (1) ومنا مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عز وجل عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين، يفتح حصون الضلالة وقلوبا غفلاء (2)، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملا الأرض عدلا كما ملئت جورا، يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله أرحم مني بك وأرأف عليك مني، وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي، وزوجك الله زوجا هو أشرف أهل بيتك حسبا، وأكرمهم منصبا، وأرحمهم بالرعية، وأعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني (3) من أهل بيتي، ألا إنك بضعة مني، فمن آذاك فقد آذاني.
قال جابر: فلما قبض رسول الله دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟ قالت: أصدقاني (4) هل سمعتما من رسول الله: فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني؟ قالا: نعم والله لقد سمعنا ذلك منه، فرفعت يديها إلى السماء وقالت: اللهم إني أشهدك أنهما قد آذياني وغصبا حقي، ثم أعرضت عنهما فلم تكلمهما بعد ذلك، وعاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله به (5).
بيان: الرجلان أبو بكر وعمر، وستأتي هذه القصة في أحوال فاطمة عليها السلام.
147 - الكفاية: علي بن محمد بن متولة، عن محمد بن عمر القاضي الجعابي، عن نصر بن عبد الله، عن الوشاء، عن زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله في بيت أم سلمة فأنزل الله هذه الآية