فاستوحشت لذلك، فخرجت الحيتان وقالتا: الحق بولي الله فإنك أحق بصيانته وكفالته من غيرك، فقلت لهما: من أنتما؟ قالتا نحن عمله الصالح خلقنا الله عز وجل على الصورة التي ترى، ونذب عنه الأذى ليلا ونهارا إلى يوم القيامة، فإذا قامت الساعة كانت إحدانا قائدته والأخرى سائقته ودليله (1) إلى الجنة، ثم انصرف أبو طالب إلى مكة.
قال جابر بن عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: شرحت لك ما سألتني ووجب عليك الحفظ لها فإن لعلي عند الله من المنزلة الجليلة والعطايا الجزيلة ما لم يعط أحد من الملائكة المقربين ولا الأنبياء المرسلين وحبه واجب على كل مسلم، فإنه قسيم الجنة والنار، ولا يجوز أحد على الصراط إلا ببراءة من أعداء علي عليه السلام (2)] كتاب غرر الدرر للسيد حيدر الحسيني، عن الشيخ جمال الدين محمد بن عبد الرشيد الأصبهاني، عن الحسن بن أحمد العطار الهمداني، عن الامام ركن الدين أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي، عن فاروق الخطابي، عن حجاج بن منهال، عن الحسن بن عمران الفسوي، عن شاذان بن العلاء، عن عبد العزيز بن عبد الصمد بن مسلم بن خالد المكي، عن أبي الزبير، عن جابر مثله (3).
34 - روضة الواعظين: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما حضر أبا طالب الوفاة (4) جمع وجوه قريش فأوصاهم فقال: يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه، وقلب العرب، وأنتم خزنة الله في أرضه وأهل حرمه، فيكم السيد المطاع، الطويل الذراع (5)، وفيكم المقدم الشجاع الواسع الباع، اعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيبا إلا حزتموه (6) ولا شرفا إلا أدركتموه، فلكم على الناس بذلك الفضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة، والناس لكم حرب وعلى