المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة، الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة - وقيل بخمس وعشرين - وقبل المبعث (1) باثنتي عشرة سنة - وقيل بعشر سنين - ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لكرامته (2)، وكان هاشميا من هاشميين، وأول من ولده هاشم مرتين، وكان مولده بعد أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله بخديجة بثلاث سنين، وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وآله يوم ولادة علي ثماني وعشرين سنة، انتهى كلام المالكي (3) 11 - علل الشرائع، معاني الأخبار، الغيبة للنعماني: الدقاق عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير قال: قال يزيد بن قعنب:
كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى (4) بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة (5) به لتسعة أشهر، وقد أخذها الطلق، فقالت: رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وإنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت (6) وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي. قال يزيد بن قعنب:
فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره (7) ودخلت فاطمة فيه (8) وغابت عن أبصارنا، والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز و