فضمه مع علي إلى صدره، فلما أصبح إذا هو بلوح أخضر فيه مكتوب:
خصصتما بالولد الزكي * والطاهر المنتجب الرضي فاسمه من شامخ علي * علي اشتق من العلي قال: فعلقوا اللوح في الكعبة وما زال هناك حتى أخذه هشام بن عبد الملك، فاجتمع أهل البيت في الزاوية الأيمن عن ناحية البيت (1)، فالولد الطاهر من النسل الطاهر ولد في الموضع الطاهر، فأين توجد هذه الكرامة لغيره؟ فأشرف البقاع الحرم، وأشرف الحرم المسجد، وأشرف بقاع المسجد الكعبة، ولم يولد فيه مولود سواه، فالمولود فيه يكون في غاية الشرف، وليس المولود في سيد الأيام - يوم الجمعة - في الشهر الحرام، في البيت الحرام، سوى أمير المؤمنين عليه السلام (2).
15 - الروضة، روضة الواعظين: روي عن مجاهد عن أبي عمرو وأبي سعيد الخدري قالا: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ دخل سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو الطفيل عامر بن واثلة فجثوا (3) بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله (4) والحزن ظاهر في وجوههم فقالوا: فديناك بالآباء والأمهات يا رسول الله، إنا نسمع من قوم في أخيك وابن عمك ما يحزننا، وإنا نستأذنك في الرد عليهم، فقال صلى الله عليه وآله (5) وما عساهم يقولون في أخي وابن عمي علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يقولون: أي فضل لعلي في سبقه إلى الاسلام و إنما أدركه الاسلام طفلا؟ ونحو هذا القول، فقال صلى الله عليه وآله: فهذا يحزنكم (6)؟ قالوا:
إي والله، فقال: بالله أسألكم هل علمتم من الكتب السالفة أن إبراهيم هرب به أبوه من