بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٧٩
وحكى في كشف الغمة (1) من مناقب الخوارزمي (2) أنه قال: أتي عمر في ولايته بامرأة حاملة فسألها عمر فاعترفت بالفجور، فأمر بها عمر أن ترجم، فلقيها علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: ما بال هذه؟. فقالوا: أمر بها عمر أن ترجم، فردها علي عليه السلام، فقال: أمرت بها أن ترجم؟!. فقال: نعم.
اعترفت عندي بالفجور. فقال: هذا سلطانك عليها، فما سلطانك على ما في بطنها؟. ثم قال له علي عليه السلام: فلعلك انتهرتها أو أخفتها. فقال: قد كان ذاك. قال: أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا حد على معترف بعد بلاء (3)، إنه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا إقرار له. فخلى عمر سبيلها، ثم قال: عجزت النساء أن يلدن (4) مثل علي بن أبي طالب (ع) (5)، لولا علي لهلك عمر (6).

(١) كشف الغمة ١ / ١٤٩ - ١٥٠، باختلاف يسير.
(٢) مناقب الخوارزمي: ٣٩ و ٤٨ بألفاظ مقاربة، ولها نظائر هناك. وقد مرت الرواية في هامش صفحة (٦٧٥) قريبا بمصادر أخرى باختلاف يسير.
(٣) جاء في بعض نسخ المصدر: البلاء.
(٤) في كشف الغمة: تلد.
(٥) وقد جاءت هذه الفقرة باختصار في الرياض النضرة ٢ / ١٩٦، وذخائر العقبى: ٨٠، ومطالب السؤول: ١٣، والأربعين للفخر الرازي: ٤٦٦.
(٦) قولة عمر: لولا علي لهلك عمر.. جاءت بألفاظ متعددة وموارد كثيرة وفي أكثر من واقعة، فقد قالها عندما نهاه عليه السلام عن رجم امرأة ولدت لستة أشهر مستدلا بآية الرضا مع آية الحمل والفصال كما أخرجه الحافظان ابن أبي حاتم والبيهقي وكذا الكنجي والنيسابوري.
وجاء في لفظ سبط ابن الجوزي وجمع: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب، انظر من المصادر: السنن الكبرى ٧ / ٤٤٢، ومختصر جامع العلم: ١٥٠، والرياض النضرة ٢ / ١٩٤، وذخائر العقبى: ٨٢، وتفسير الفخر الرازي ٧ / ٤٨٤، وأربعين الرازي: ٤٦٦، وتفسير النيسابوري: ٣ - سورة الأحقاف -، والكفاية للكنجي: ١٠٥، ومناقب الخوارزمي: ٥٧، وتذكرة سبط ابن الجوزي: ٨٧، والدر المنثور ١ / ٢٨٨، ٦ / ٤٠، وكنز العمال ٣ / ٩٦ و ٢٢٨ نقلا عن غير واحد من أئمة الحديث والحفاظ، وأشار إليه في الاستيعاب ٢ / ٤٦١.
وجاء بيان العجز العلمي للخليفة وفقره لباب مدينة العلم بألفاظ كثيرة جدا ومواقع لا تعد كثرة.
منها: قول عمر: أبا حسن! لا أبقاني الله لشدة لست لها، ولا في بلد لست فيه، كما أورده المتقي الهندي في كنز العمال ٣ / ١٧٩، والجرداني في مصباح الظلام ٢ / ٥٦ وغيرهما، في قصة عجيبة حرية بالتأمل. وجاء في الكنز ٣ / ١٧٩ قولة عمر: يا ابن أبي طالب! فما زلت كاشف كل شبهة وموضح كل حكم..
وانظر جملة من مراجعات الخليفة الثاني لأبي الحسنين سلام الله عليه وآله في مسائل كثيرة جدا، ذكر جملة منها ابن حزم في المحلى ٧ / ٧٦ في مسألة الموقف في الحج، والرياض النضرة ٢ / ١٩٥، وذخائر العقبى: ٧٩، وقد عد الطبري في اختصاص أمير المؤمنين عدة روايات في إحالة جمع من الصحابة عند جهلهم عليه. وانظر الغدير ٦ / ٣٢٧ - ٣٢٨ في بيان مصادر قولة عمر: لولا علي لهلك عمر، واختلاف ألفاظها. ولاحظ الغدير ٦ / 302 - 308.
(٦٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 674 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691