بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٤٧١
الطعن الخامس:
أنه ترك إقامة الحد والقود في خالد بن الوليد وقد قتل مالك بن نويرة وضاجع امرأته من ليلته، وأشار إليه عمر بقتله وعزله، فقال: إنه سيف من سيوف الله سله الله على أعدائه (1). وقال عمر مخاطبا لخالد: لئن وليت الامر لأقيدنك له.
وقال القاضي في المغني (2) - ناقلا عن أبي علي - أن (3) الردة قد ظهرت من مالك، لان في الاخبار أنه رد صدقات قومه عليهم لما بلغه موت رسول الله صلى الله عليه [وآله] كما فعله سائر أهل الردة، فاستحق القتل (4).
قال أبو علي: و (5) إنما قتله لأنه ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
صاحبك وأوهم بذلك أنه ليس بصاحب له، وكان عنده أن ذلك ردة، وعلم

(١) وقد جاءت قصة قتل خالد مالك بن نويرة في تاريخ ابن جرير ٢ / ٥٠٢. والإصابة لابن حجر ٢ / القسم الأول / ٩٩، وغيرهما. وانظر: الصراط المستقيم ٢ / ٢٧٩ - ٢٨٠، وغيره.
ولكشف رأي الخليفة في قصة مالك انظر: الغدير ٧ / ١٥٨ - ١٩٦، وقد حكى القصة مفصلا عن جملة من المصادر، ولاحظ: تاريخ أبي الفداء ١ / ١٥٨، تاريخ الطبري ٣ / ٢٤١ [طبعة أخرى: ٤ / ٦٦ - ٦٨]، تاريخ ابن الأثير ٣ / ١٤٩ [طبعة أخرى ٢ / ٥٣٦]، تاريخ ابن العساكر ٥ / ١٠٥ - ١١٢، تاريخ ابن كثير ٦ / ٣٢١، تاريخ الخميس ٢ / ٢٣٣، تاريخ ابن شحنة - المطبوع في هامش الكامل - ٧ / ١٦٥، أسد الغابة ٤ / ٢٩٥، خزانة الأدب ١ / ٢٣٧، الإصابة ١ / 414 و 3 / 357.
وخليفة الأول هو أول من فتح باب التأويل والاجتهاد، وقدس ساحة المجرمين والبغاة، ومحاباة رجال الجرائم والانحرافات في عمله في قصة خالد، إذ نزحه بأعذار مفتعلة عن دنس آثامه الخطيرة، ودرأ عن الحد بذلك، وتلك طامة لحقتها طامات، وبلية ما أكثر ما لقينا منها من بليات إلى يومك هذا.
(2) المغني 20 - القسم الأول -: 355.
(3) في المصدر: وهو أن..
(4) وقد جاء: فاستحق القتل، في المغني في الصحفة: 354.
(5) لا توجد الواو في المصدر.
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»
الفهرست