بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٧٨
فأما إقراره بالهلاك لولا تنبيه معاذ.. فهو يقتضي التفخيم والتعظيم (1) لشأن الفعل، ولا يليق ذلك إلا بالتقصير الواقع، إما في الامر برجمها مع العلم بأنها حامل، أو ترك البحث عن ذلك والمسألة عنه، وأي لوم (2) في أن يجري بقوله قتل من لا يستحق القتل إذا لم يكن ذلك عن تفريط ولا تقصير. انتهى كلامه رفع الله مقامه.
ومما يؤيده (3) هذه القصة، ما رواه الشيخ المفيد رحمه الله في الارشاد (4) أنه أتي عمر بحامل قد زنت فأمر برجمها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: هب أن لك سبيلا عليها، أي سبيل لك على ما في (5) بطنها؟! والله تعالى يقول: * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * (6). فقال عمر: لا عشت لمعضلة لا يكون لها أبو الحسن (7).

(١) في الشافي: التعظيم والتفخيم.
(٢) جاءت زيادة: عليه، في المصدر.
(٣) كذا، والظاهر زيادة الضمير.
(٤) الارشاد: ١٠٩.
(٥) لا يوجد في المطبوع من البحار: في.
(٦) جاءت هذه الآية مكررة في سور: الانعام: ١٦٤، الاسراء: ١٥، فاطر: ١٨، الزمر: ٧.
(٧) وقد تكرر من عمر قوله في ذيل القصة في غير مورد بألفاظ مختلفة نشير إلى بعضها:
منها: قوله: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب. كما في تذكرة السبط: ٨٧، مناقب الخوارزمي: ٥٨، ومقتله ١ / ٤٥.
ومنها: قوله: لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا أبا الحسن!. ذكره في إرشاد الساري ٣ / ١٩٥.
ومنها: قوله: لا أبقاني الله بعدك يا علي!. أورده في الرياض النضرة ٢ / ١٩٧، ومناقب الخوارزمي: ٦٠، وتذكرة السبط: ٨٨ وفيض القدير ٤ / ٣٥٧.
ومنها: قوله: أعوذ بالله من معضلة ولا أبو الحسن لها. كما رواه ابن كثير في تاريخه ٧ / ٣٥٩، والفتوحات الاسلامية ٢ / ٣٠٦.
وجاء بألفاظ متقاربة في الرياض النضرة ٢ / ١٩٤ و ١٩٧، ومنتخب كنز العمال في هامش مسند أحمد ٢ / ٣٥٢، وفيض القدير ٤ / ٣٥٧، وأخرجه ابن البختري كما في الرياض ٢ / ١٩٤، وأحمد في المناقب، والدارقطني عن أبي سعيد، يوجد في الاستيعاب - هامش الإصابة - ٣ / ٣٩، صفوة الصفوة ١ / ١٢١، تذكرة الخواص: ٨٥، طبقات الشافعية للشيرازي: ١٠، الإصابة ٢ / 509، الصواعق: 76، ترجمة علي بن أبي طالب: 79، حاشية شرح العزيزي 2 / 417، مصباح الظلام 2 / 56، وغيرها من المصادر الكثيرة جدا.
(٦٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 673 674 675 676 677 678 679 680 681 682 683 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691