بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥ - الصفحة ٣٢
فانف عن الله البطلان والتشبيه فلا نفي ولا تشبيه هو الله عز وجل، الثابت، الموجود، تعالى الله عما يصفه الواصفون، ولا تعد القرآن (1) فتضل بعد البيان، وسألت رحمك الله عن الايمان فالايمان هو إقرار باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالأركان، فالايمان بعضه من بعض، (2) وقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فإذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصي، أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا من الايمان، وساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الاسلام، فإن تاب واستغفر عاد إلى الايمان، (3) ولم يخرجه إلى الكفر والجحود والاستحلال، (4) وإذا قال للحلال: هذا حرام، وللحرام: هذا حلال ودان بذلك فعندها يكون خارجا من الايمان والاسلام إلى الكفر، وكان بمنزلة رجل دخل الحرم ثم دخل الكعبة فأحدث في الكعبة حدثا فأخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار. " ص 227 - 230 " قال الصدوق رحمه الله: كان المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب، ولا يعني به أنه غير محدث لأنه قد قال:
محدث غير مخلوق، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره.
بيان: قوله: على يدي عبد الملك أي أرسلت الكتاب معه. قوله عليه السلام: إن المعرفة من صنع الله أي أصل المعرفة، أو كمالها من الله تعالى بعد اكتسابهم وتفكرهم فالمفيض للمعارف هو الرب تعالى، وللتفكر والنظر والطلب مدخل فيها، وإنما يثابون ويعاقبون بفعل تلك المبادي وتركها، أو المعنى أن المعرفة ليست إلا من قبله تعالى، إما بإلقائها في قلوبهم، أو ببيان الأنبياء والحجج عليهم السلام، وإنما كلف العباد بقبول ذلك

(١) أي لا تتجاوز عما في القرآن.
(2) في الكافي هنا زيادة وهي قوله: وهو دار وكذلك الاسلام دار والكفر دار، فقد يكون الخ.
(3) في الكافي: إلى دار الايمان.
(4) في الكافي: ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال أن يقول للحلال اه‍
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 خطبة الكتاب 1
3 * أبواب العدل * باب 1 نفي الظلم والجور عنه تعالى، وإبطال الجبر والتفويض، وإثبات الأمر بين الأمرين، وإثبات الاختيار والاستطاعة، وفيه 112 حديثا. 2
4 باب 2 آخر وهو من الباب الأول، وفيه حديث. 68
5 باب 3 القضاء والقدر، والمشية والإرادة، وسائر أبواب الفعل، وفيه 79 حديثا. 84
6 باب 4 الآجال، وفيه 14 حديثا. 136
7 باب 5 الأرزاق والأسعار، وفيه 13 حديثا. 143
8 باب 6 السعادة والشقاوة، والخير والشر، وخالقهما ومقدرهما، وفيه 23 حديثا. 152
9 باب 7 الهداية والإضلال والتوفيق والخذلان، وفيه 50 حديثا. 162
10 باب 8 التمحيص والاستدراج، والابتلاء والاختبار، وفيه 18 حديثا. 210
11 باب 9 أن المعرفة منه تعالى، وفيه 13 حديثا. 220
12 باب 10 الطينة والميثاق، وفيه 67 حديثا. 225
13 باب 11 من لا ينجبون من الناس، ومحاسن الخلقة وعيوبها اللتين تؤثران في الخلق، وفيه 15 حديثا. 276
14 باب 12 علة عذاب الاستيصال، وحال ولد الزنا، وعلة اختلاف أحوال الخلق، وفيه 14 حديثا. 281
15 باب 13 الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا، وفيه 22 حديثا. 288
16 باب 14 من رفع عنه القلم، ونفي الحرج في الدين، وشرائط صحة التكليف، وما يعذر فيه الجاهل، وأنه يلزم على الله التعريف وفيه 29 حديثا. 298
17 باب 15 علة خلق العباد وتكليفهم، والعلة التي من أجلها جعل الله في الدنيا اللذات والآلام والمحن، وفيه 18 حديثا. 309
18 باب 16 عموم التكاليف، وفيه ثلاثة أحاديث. 318
19 باب 17 أن الملائكة يكتبون أعمال العباد، وفيه 35 حديثا. 319
20 باب 18 الوعد والوعيد، والحبط والتكفير، وفيه حديثان. 331