مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج ٨ - الصفحة ١٩٦
الهلع، وكان - صلوات الله عليه - أنبط لي من خزائن الحكم، وكوامن العلوم ما إن أشعت إليك من ذلك جزء أغناك (1) عن الجملة).
واعلم يا أبا إسحاق إنه قال - عليه السلام - (يا بني إن الله عز وجل لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها، وامام يؤتم به، ويقتدى بسبيل (2) سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعده الله عز وجل لنشر الحق وطي الباطل واعلاء الدين واطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض، وتتبع أقاصيها، فإن لكل ولي من أولياء الله تعالى عدوا مقارعا وضدا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه وخلافه (3) اولي الالحاد والعناد، فلا يوحشنك ذلك.
[واعلم] (4) إن قلوب أهل الطاعة والاخلاص نزع إليك من الطير إلى وكرها (5)، وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة (6)، والاستكانة وهم عند الله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد، خصهم الله

(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الأصل: يعنيك.
(2) في البحار: بسبل.
(3) في المصدر: أهل النفاق وخلاعة.
(4) من المصدر والبحار، ونزع كركع - أي مشتاقون إليك. وقد يقرء (ترع) بالتحريك: أي الاسراع إلى الشئ والامتلاء.
(5) في المصدر: أوكارها، وفي البحار: إذا أمت أوكارها.
(6) أي يدخلون في أمور هي مظان المذلة أو يطلعون ويخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست