يدي قاتله (رحمه الله).
قال حذيفة: فدخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) أهنئه بقتله ورجوعه إلى دار الانتقام، فقال لي: يا حذيفة، أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا وسبطاه نأكل معه فدلك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه؟ قلت: بلى يا أخا رسول الله، فقال: هو والله هذا اليوم، أقر الله فيه عيون آل الرسول به، وأنا أعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسما.
فقلت: إني أحب أن تسمعني أسامي هذا اليوم. فعد أمير المؤمنين وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول.
قال حذيفة: فقمت من عنده فقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو به الثواب إلا فضل هذا اليوم لكان مناي ".
قال الفقيه الحسن بن يحيى بن الجريح: فقام كل واحد منا فقبل رأس أحمد بن إسحاق وقلنا له: الحمد لله الذي ما قبضنا حتى شرفنا بفضل هذا اليوم المبارك، والحمد لله رب العالمين (1).
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما ظفر أبو لؤلؤة على ابن الخطاب أخذوه فجاؤوا به إليه، فقال له ابن الخطاب: يا عدو الله! ما حملك على قتلي ومن دسك علي؟ قال: اجعل بيني وبينك حكما حتى أتكلم، فقال له ابن الخطاب: بمن ترضى؟ قال: بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلما جاء علي لأبي لؤلؤة تكلم - فقد حضر حكم عدل - أنت أمرتني، أنت أمرتني بقتلك يا عمر! قال: كيف؟! قال: سمعتك تخطب على منبر الرسول وتقول: لقد كانت بيعتنا لأبي بكر فلتة وقانا الله شرها، فمن