(خبر الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام) وهو مشهور عند جميع الرواة قالوا إنه لما رجع أمير المؤمنين (ع) من قتال أهل النهروان اخذ على النهروانات واعمال العراق ولم يكن يومئذ بنى بيت ببغدان فلما وافى ناحية براثا صلى بالناس الظهر فرحلوا ودخل ارض بابل وقد وجبت صلاة العصر فصاح الناس يا أمير المؤمنين هذا وقت العصر فقال أمير المؤمنين (ع) هذه ارض مخسوف بها وقد خسف بها ثلاث مرات ويخشى عليها تمام الرابعة فلا يحل لنبي ولا لوصي ان يصلي بها فمن أراد منكم ان يصلي فليصل فقال المنافقون منهم نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي يعنون بذلك أهل النهروان قال جويرية بن مهران العبدي فتبعته في مائة فارس وقلت والله لا اصلى أو يصلي هو وإلا قلدته صلاتي اليوم فقال أمير المؤمنين (ع) (اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير) فسارع إلى أن قطع ارض بابل وقد تدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق قال فالتفت إلي وقال يا جويرية هات الماء قال فقدمت إليه الاناء فتوضأ ثم قال اذن يا جويرية فقلت يا أمير المؤمنين (ع) ما وجب وقت العشاء بعد قال (ع) قم واذن للعصر فقلت في نفسي كيف يقول أذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة فاذنت فقال لي أقم ففعلت فبينما أنافي الإقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنه منطق خطاطيف لا يفقه فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر فقام (ع) وكبر وصلى وصلينا ووراءه فلما فرع من صلاته وقعت الشمس كأنها سراجة في وسط ماء وغابت اشتبكت النجوم وأزهرت فالتفت إلي وقال أذن الآن للعشاء يا ضعيف اليقين.
قال وردت له (ع) في حياة النبي صلى الله عليه وآله بمكة وقد كان النبي صلى الله عليه وآله قد غشيه الوحي فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين (ع) وحضر وقت العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى غربت الشمس فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وقال اللهم ان عليا (كان في طاعتك) فرد عليه الشمس ليصلى العصر