كان اسم الرداء المستجاب واخذ منطقته فشده بها وسطه ثم أمرهم ان يسيروا مع علي (ع) إلى مقابر فلما اتوا المقابر سلم (ع) على أهل القبور ودعا وتكلم بكلام لا يفقهوه فاضطربت الأرض وارتجت وقام الموتى وقالوا بأجمعهم على رسول الله السلام ثم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) داخلهم رعب شديد فقالوا حسبك يا أبا الحسن أقلنا أقالك الله فامسك عن استمرار كلام ودعاء فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالوا يا رسول الله أقلنا أقالك الله فقال لهم إنما رددتم على الله لا أقالكم الله يوم القيامة.
(خبر آخر) روى عن الإمام علي (ع) انه كان يطلب قوما من الخوارج فلما بلغ الموضع المعروف اليوم بساباط وكان هو ومن تابعه من الخوارج منهم عبد الله بن وهب بن عمرو بن جرموز فلما ان وصل إلى الموضع المعروف بساباط ثوران أتاه رجل من شيعته وقال يا أمير المؤمنين انا لك شيعة ومحب ولي أخ وكنت شفيقا عليه فبعثه عمر في جنود سعد بن أبي وقاص إلى قتال أهل المدائن فقتل هناك وكان من وقت مقتله إلى اليوم عدة سنين كثيرة فقال أمير المؤمنين (ع) فما الذي تريد منه قال أريد ان تحييه لي قال علي (ع) لا فائدة لك في حياته قال لابد من ذلك يا أمير المؤمنين قال له إذا أبيت إلا ذلك فارني قبره ومقتله فأراه إياه فمد الرمح وهو راكب بغلته الشهباء فركز القبر بأسفل الرمح فخرج رجل أسمر طويل يتكلم بالعجمة فقال له أمير المؤمنين (ع) لم تتكلم بالعجمة وأنت رجل من العرب فقال بلي ولكن بغضك في قلبي ومحبة أعدائك في قلبي فانقلب لساني في النار فقال الرجل يا أمير المؤمنين رده من حيث جاء فلا حاجة لنا فيه فقال له أمير المؤمنين (ع) ارجع فرجع إلى القبر وأنطبق عليه أعاذنا الله من ذلك الحال والحمد الله على ولاية علي عليه السلام.