درهم من النثار وكان متخذا من مسك بنادق ومن عنبر ومن سكر ومن كافور ونثر ذهب بقيمة ألف درهم عنبر وفرح الخلق بذلك شديدا.
(قال الواقدي) فلما فرغوا من ذلك نظر عبد المطلب إلى وهب وقال ورب السماء انى لا أفارق هذا السقف أو أؤلف بين ولدي عبد الله وحليلته فقال وهب بهذه السرعة لا يكون فقال عبد المطلب لابد من ذلك فقام وهب ودخل على امرأته برة وقال لها اعلمي ان عبد المطلب قد حلف برب السماء انه لا يفارق هذا السقف أو يؤلف بين ولده عبد الله وبين زوجته آمنة فقامت المرأة من وقتها ودعت بعشرة من المشاطات وأمرتهن ان يأخذ في زينة آمنة فقعدن حول آمنة فواحدة منهن تنقش يديها وواحدة تخضب رجليها وواحدة تسرح ذوائبها ووحدة تمسحها بالملاء فلما كان عند غروب الشمس وفرغن من زينتها نصبوا سريرا من الخيزران وقد فرشوا عليه من ألوان الديباج والوشي وأقعدت الجارية على السرير وعقدن على رأسها تاجا وعلى جبينها إكليلا وعلى عنقها مخانق الدر والجواهر وتختمت بأنواع الخواتيم وجاء وهب وقال لعبد المطلب يا سيدي قم إلى العروس فقام عبد المطلب إلى العروس وهي كأنها فلقة قمر من حسنها وتقدم عبد المطلب إلى السرير وقبله وقبل عين العروس فقام عبد المطلب لولده عبد الله اجلس يا ولدي معها على السرير وافرح برؤيتها قال فرفع عبد الله قدمه وصعد إلى السرير وقعد إلى جنب العروس وفرح عبد الله وكان من عبد الله إلى أهله ما يكون من الرجال إلى النساء فواقعها فحملت بسيد المرسلين وخاتم النبيين وقام من عندها إلى عند أبيه فنظر إليه أبوه وإذا النور قد فارق من بين عينيه وبقى عليه من اثر النور كالدرهم الصحيح وذهب النور إلى ثدي آمنة فقام عبد المطلب إلى عند آمنة ونظر إلى وجهها فلم يكن النور كما كان في عبد الله بل انور فذهب عبد المطلب إلى عند حبيب الراهب فسأله عن ذلك فقال حبيب اعلم أن هذا النور هو صاحب النور بعينه وصار في بطن أمه فقام عبد المطلب وخرج مع