خبر عطرفة الجنى من دلائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ما رواه زادان عن سلمان قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوما جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظر إلى زوبعة وقد ارتفعت فأنارت الغبار فما زالت تدنو الغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي صلى الله عليه وآله وفيها شخص فقال يا رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته اعلم اني وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا فان بعضهم قد بغى على بعض ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله تعالى وكتابه وخذ على العهود والمواثيق المؤكدة لأرده إليك سالما في غداة غد الا ان يحدث على حادث من عند الله فقال النبي صلى الله عليه وآله من أنت وقومك قال انا عطرفة بن شمراخ أحد بنى كأخ انا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما متعنا من ذلك آمنا ولما بعثك الله نبيا آمنا بك وصدقناك وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بينا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وأشد قوة وقد غلبوا على الماء والمرعى وأضروا بنا وبدوا بنا فابعث إليهم معي من يحكم بيننا بالحق فقال النبي صلى الله عليه وآله اكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شيخ عليه شعر كثير ورأسه طويل وهو طويل العينين وعيناه في طول رأسه مغير الحدقتين وله أسنان كأسنان السباع ثم إن النبي صلى الله عليه وآله اخذ عليه العهود والميثاق على أن يرد عليه من يبعث في غداة غد فلما فرغ من كلامه التفت النبي صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر وقال من يمضي منكم مع أخينا عطرفة لينظر
(٦٠)