انزل في كتابنا ان هذا الدير بنى على البئر والعين وانها لا يظهر إلا نبي أو وصي نبي فأيهما أنت، فقال انا وصي خير الأنبياء أنا وصي سيد الأنبياء انا وصي خاتم الأنبياء ابن عم قائد الغر المحجلين انا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين. قال فلما سمع الراهب نزل من الصومعة وخرج ومشى وهو يقول مد يدك فانا اشهد ان لا إله الله وأن محمدا رسول الله وان علي بن أبي طالب وصيه وخليفته من بعده قال ثم شرب المسلمون من العين وماؤها ابيض من الثلج وأحلا من العسل فرووا منه وسقوا خيولهم وملؤا رواياهم ثم أعاد صلوات الله عليه وآله الصخرة إلى موضعها ثم ارتحل من نحوها إلى ديارهم.
(قال) أخبرنا الواقدي عن جابر عن سلمان الفارسي (رض) قيل جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يا فع فقال له ان أمي جحدت حقي من ميراث أبي وأنكرتني وقالت لست بولدي فأحضرها وقال لها لم جحدت ولدك هذا وأنكرتني وقالت إنه كاذب في زعمه ولي شهود بأني بكر عاتق ما عرفت بعلا وكانت قد رشت سبعة نفر كل واحد بعشرة دنانير وقالت لهم اشهدوا بأني بكر لم أتزوج ولا اعرف بعلا فقال لها عمر بن الخطاب أين شهودك فأحضرتهم بين يديه فقال بم تشهدون فقالوا له: نشهد انها بكر لم يمسها ذكر ولا بعل فقال الغلام بيني وبينها علامة اذكرها لها عسى تعرف ذلك فقال قل ما بدالك فقال الغلام فإنه كان والدي في سعد بن مالك فقال له الحارث المزني واني رزقت في عام شديد المحل وبقيت عامين كاملين ارضع شاة ثم انني كبرت وسافر ووالدي مع جماعة في تجارة فعادوا ولم يعد والدي معهم فسألتهم عنه فقالوا انه درج فلما عرفت والدتي الخبر أنكرتني وقد أخرتني الحاجة فقال عمر هذا مشكل لا يحله إلا نبي أو وصي نبي فقوموا بنا إلى أبي الحسن علي عليه السلام فمضى الغلام وهو يقول أين منزل كاشف الكروب أين خليفة هذه الأمة فجاؤوا به إلى منزل علي بن أبي طالب كاشف