ينادون الحذار الحذار البدار يا آل محمد المختار المنعوت في الأقطار (قال حذيفة) فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله بذلك فقال يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكروب وعبد علام الغيوب الليث الهئمور واللسان الشكور والهزبر الغيور والبطل الجسور العالم الصبور الذي جرى اسمه في التوراة والإنجيل والفرقان والزبور انطلق إلى حجرة ابنتي فاطمة رأتني ببعلها علي بن أبي طالب عليه السلام قالت فمضيت وإذا به قد تلقاني وقال يا حذيفة قد جئت تخبرني عن قوم انا عالم بهم منذ خلقوا ومنذ ولدوا وفي أي شئ جاؤوا فقال حذيفة زادك الله تعالى يا مولاي علما وفهما ثم أقبل (ع) إلى المسجد والقوم محدقون برسول الله صلى الله عليه وآله فلما رأوا الإمام (ع) نهضوا قياما على اقدامهم فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله كونوا على مجالسكم فقعدوا فلما استقر بهم المجلس قام الغلام الأمرد قائما دون أصحابه وقال أيها الناس أيكم الراهب إذ أسدل الظلام أيكم المنزه من عبادة الأوثان والأصنام أيكم الساتر عورات النسوان أيكم الشاكر لما أولاه الرحمان أيكم الصابر يوم الضرب والطعان أيكم منكس الاقران والفرسان أيكم أخو محمد صلى الله عليه وآله معدن الايمان أيكم وصيه الذي نصر به دينه على ساير الأديان أيكم علي بن أبي طالب (ع) فعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله يا علي أجب الغلام الذي هو في وصفك علام وقم بحاجته فقال علي (ع) ادن منى يا غلام اني أعطيك سؤالك والمرام وأشفيك من الأسقام والآلام بعون الله العلام فأنطق بحاجتك فأنى أبلغك أمنيتك ليعلم المسلمون انى سفينة النجاة وعصا موسى والكلمة الكبرى والنبأ العظيم والصراط المستقيم فقال الغلام ان معي أخا لي وكان مولعا بالصيد فخرج في بعض أيامه متصيدا معارضته بقرات وحش عشر فرمى إحداهن فقتلها فانفلج من نصه في الوقت والحال وقل كلامه حتى لا يكلمنا إلا بالايمان قد بلغنا ان صاحبكم يدفع عنه ما يجدو ما قد نزل به فان شفى صاحبكم علته آمنا به ففينا النجدة واليأس والقوة والشدة والمراس ولنا الخيول والإبل والفضة
(١٦٠)