وهم مثل عبد الله بن سبا وأصحابه وقالوا لولا أنه الرب وإلا كيف يحيي الموتى قال فسمع بذلك أمير المؤمنين (ع) فضاق صدره واحضرهم وقال يا قوم غلب عليكم الشيطان إن انا الا عبد الله أنعم علي بإمامته وولايته ووصيته رسوله صلى الله عليه وآله فأرجعوا عن الكفر فانا عبد الله وابن عبده ومحمد صلى الله عليه وآله خير مني وهو أيضا عبد الله وان نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعض من الكفرة وبقى قوم على الكفر ما رجعوا فألح عليهم أمير المؤمنين (ع) بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار وتفرق منهم قوم في البلاد وقالوا لولا أن فيه من الربوبية والا فما كان أحرقنا بالنار فنعوذ بالله من الخذلان.
(خبر جمجمة أخرى) روى أبو رواحة الأنصاري عن المغربي قال كنت مع أمير المؤمنين (ع) وقد أراد حرب معاوية فنظر إلى جمجمة في جانب الفرات وقد أتت عليها الأزمنة فمر عليها أمير المؤمنين فدعاها فأجابته بالتلبية وتدحرجت بين يديه وتكلمت بكلام فصيح فأمرها بالرجوع فرجعت إلى مكانها كما كانت، فلما فرغ من حرب النهروان أبصرنا جمجمة نخرة بالية فقال هاتوها فحركها بسوطه وقال أخبريني من أنت فقيرة أم غنية شقية أم سعيدة ملك أم رعية فقالت بلسان فصيح السلام عليك يا أمير المؤمنين انا پرويز بن هرمز ملك الملوك وكنت ملكا ظالما فملكت مشارقها ومغاربها سهلها وجبلها برها وبحرها انا الذي اخذت الف مدينة في الدنيا وقتلت الف ملك من ملوكها يا أمير المؤمنين انا الذي بنيت خمسين مدينة وفضضت خمسمائة جارية بكر واشتريت الف عبد تركي والف أرمني والف رومي والف زنجي وتزوجت بسبعين ألفا من بنات الملوك وما ملك في الأرض إلا غلبته وظلمت أهله فلما جاءني ملك الموت قال لي يا ظالم يا طاغي خالفت الحق فتزلزلت أعضائي وارتعدت فرائصي وعرض علي أهل جنسي فإذا هم سبعون ألفا من أولاد الملوك قد شقوا من جنسي فلما رفع ملك الموت روحي سكن أهل الأرض من ظلمي فانا معذب في النار ابد الابدين وكل الله بي سبعين الف