ابن أبي طالب (ع) والفضل بن العباس فجلست حتى نهض ابن عباس فبقيت انا وعلي (ع) فتبين لرسول الله صلى الله عليه وآله ما أردت فالتفت إلي وقال يا عمر جئت تسألني إلى من يصير هذا الامر فقلت صدقت يا رسول الله فقال يا عمر هذا وصيي وخليفتي من بعدى وخازن سرى فمن إطاعة فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله ومن تقدم عليه فقد كذب بنبوتي ثم دنا وقبل ما بين عينيه واخذه وضمه إلى صدره ثم قال الله وليك الله ناصرك وإلى الله من والاك وعادى الله من عاداك أنت وصيي وخليفتي من بعدى في أمتي ثم علا بكاؤه وانهملت بالدموع حتى سالت على خديه وعلى خد علي (ع) فوالذي من على بالاسلام لقد تمنيت في تلك الساعة ان أكون مكانه على الأرض ثم التفت إلي وقال يا عمر إذا نكث الناكثون وقسط القاسطون ومرق المارقون قام هذا مقامي حتى يفتح الله تعالى عليه وهو خير الفاتحين قال فغاظني ذلك فقلت يا عمر فكيف تقدمتموه وقد سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا حارثة بأمر كان فقلت من الله أم من رسوله أم من علي. فقال لابل الملك عقيم والحق لابن أبي طالب من دوننا.
(وبالاسناد) يرفعه إلى ابن عباس أنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب فصليا أربع ركعات فلما سلم رفع يده إلى السماء وقال:
اللهم سألك موسى بن عمران ان تشرح له صدره وتيسر له امره وتحل عقدة من لسانه يفقهوا قوله وتجعل له وزيرا من أهله تشد به إزره وانا محمد أسألك ان تشرح لي صدري وتيسر لي أمري وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وتجعل لي وزيرا من أهلي أخي اشدد به ازرى وأشركه في امرى. قال ابن عباس فسمعت مناديا ينادى يا محمد أوتيت سؤلك فقال النبي صلى الله عليه وآله ادع يا أبا الحسن وارفع يدك إلى السماء وقل اللهم اجعل لي عندك عهدا معهودا واجعل لي عندك ودا قال فلما دعا نزل الأمين جبرئيل من عند رب العالمين وقال اقرأ يا محمد (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن