وأما المتكلم من الإبط فيجوز أن يكون ذلك أصواتا مقطعة قريبة من الحروف، [وأن يكون حروفا متميز كأصوات كثير من الطيور، وقد يسمع من صرير الباب ما يقرب من الحروف] (1) وهو مبهم في هذه الحكاية.
فيجوز أن يخبر أن ذلك كان كلاما خالصا.
ويجوز أن يتعمد ذلك الانسان له، ويصل إلى ذلك بالتجربة والاستعمال.
وقد رأينا في زماننا من كان يحكى عنه مثل ذلك، والذي يحكى عن الحلاج أغرب وأعجب.
وقد وقع العلماء على وجوه الحيل فيها، وكل من تفكر في حيلهم أياما وقف عليها، وما من حيلة إلا وتحصل عقيب سبب، وليس فيها ما تنقض به العادة.
فصل وطعن ابن زكريا في المعجزات من وجه آخر فقال: " وقد يوجد في طبائع الأشياء أعاجيب " وذكر حجر المغناطيس وجذبه للحديد، وباغض الخل، وهو حجر إذا القي في إناء خل فإنه يهرب منه، ولا ينزل إلى الخل، والزمرد يسيل عين الأفعى، والسمكة الرعادة يرتعد صاحبها ما دامت في شبكته وكان آخذا بخيط الشبكة. (2) قال: " فلا يمتنع أيضا - فيما يأتي به الدعاة - أنها ليست منها، بل ببعض (3)