الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٣ - الصفحة ١٠٣٧
الطبائع، إلا أن يدعي مدع أنه أحاط علما بجميع طبائع جواهر العالم، وامتناع ذلك بين ".
وذكر أبو إسحاق ابن عياش (1) أنه أخذ هذا على ابن الراوندي (2) فإنه قال في كتاب له سماه: " الزمرد (3) على من يحتج بصحة النبوة بالمعجزات " فقال:
من أين لكم أن الخلق يعجزون عنه، هل شاهدتم الخلق؟ أو أحطتم علما بمنتهى قواهم وحيلهم؟ فان قالوا: نعم، فقد كذبوا، لأنهم لم يجوبوا الشرق والغرب، ولا امتحنوا الناس جميعا. ثم ذكر أفعال الأحجار كحجر المغناطيس وغيره.
قال أبو إسحاق: فأجابه أبو علي (4) في نقضه عليه أنه يجوز أن يكون في الطبائع ما تجذب به النجوم، وتسير به الجبال في الهواء، ويحيي به الموتى بعد ما صاروا رميما فإذا لا يمكن أن يفصل بين الممكن المعتاد، وما ليس بمعتاد، ولا بين ما [ينفذ فيه حيلة وبين ما] (5) لا ينفذ فيه حيلة، إلا أن يجوب البلاد شرقا وغربا ويعرف جميع قوى الخلق فأما إذا سلم أن يعلم باضطرار المعتاد وغيره وما لا تنفذ فيه حيلة، لزمه النظر في

١) " عباس " البحار، والظاهر أنه: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عياش، أحد متكلمي المعتزلة. تجد ترجمته في فهرست ابن النديم: ٢٢١.
٢) وهو أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي من المتكلمين، وله مصنفات كثيرة، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين. تجد ترجمته في روضات الجنات: ١ / ١٩٣، الفهرست: ٢١٦، وفيات الأعيان: ١ / ٩٤، وسير أعلام النبلاء: ١٤ / ٥٩ وفيه " الريوندى ".
٣) " الرد " البحار، وما في المتن هو الصحيح، وهو أحد الكتب التي ألفها، وهو يحتج فيه على الرسل وابطال الرسالة، وفي بعض المصادر " الزمردة ".
٤) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي، شيخ المعتزلة، له مصنفات كثيرة، منها كتابه المشار إليه في المتن " النقض على ابن الراوندي " مات بالبصرة سنة ثلاث وثلاثمائة تجد ترجمته في روضات الجنات: ٧ / ٢٨٦، الفهرست: ٢١٧، وفيات الأعيان: ٤ / ٢٦٧ وسير أعلام النبلاء: ١٤ / 183.
5) من البحار.
(١٠٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1032 1033 1034 1035 1036 1037 1038 1039 1040 1041 1042 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في أم المعجزات، وهو القرآن المجيد 971
2 فصل في أن القرآن المجيد معجز ويليه سبعة فصول 972
3 فصل في وجه إعجاز القرآن 981
4 فصل في أن التعجيز هو الاعجاز 982
5 فصل في أن الاعجاز هو الفصاحة 984
6 فصل في أن الفصاحة مع النظم معجز 985
7 فصل في أن معناه أو لفظه هو المعجز 985
8 فصل في أن المعجز هو إخباره بالغيب 986
9 فصل في أن النظم هو المعجز 986
10 فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هو المعجز 986
11 باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه وفيه ستة فصول 987
12 باب في أن إعجازه الفصاحة، وفيه ثلاثة فصول 992
13 باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا وفيه ثلاثة فصول 999
14 باب في أن إعجاز القرآن: المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة 1003
15 فصل في خواص نظم القرآن، ويليه ثلاثة فصول 1004
16 باب في مطاعن المخالفين في القرآن، وفيه سبعة فصول 1010
17 الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات 1018
18 باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها، وكيفية التوصل إلى استعمالها، وذكر وجه إعجاز المعجزات، وفيه ثمانية فصول 1018
19 باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة وفيه فصلان 1031
20 باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها وفيه سبعة فصول 1034
21 باب في مقالات المنكرين للنبوات أو الإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها، وفيه خمسة فصول 1044
22 باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم على الظاهر، ومن لا يقول، والكلام عليهما، وفيه ثمانية فصول: 1054
23 الباب العشرون في علامات ومراتب، نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام 1062
24 فصل في علامات نبينا محمد صلى الله عليه وآله ووصيه وسبطيه الحسن والحسين عليهم السلام تفصيلا، وفي جميع الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين جملة، وفيه ثلاثة عشر فصلا: 1062
25 باب العلامات السارة الدالة على صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه ما دار فلك وما سبح ملك وفيه ثمانية عشر فصلا: 1095
26 باب في العلامات الحزينة الدالة على صاحب الزمان وآبائه عليهم السلام وفيه ستة فصول: 1133
27 باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه عليه السلام وفيه عشرة فصول: 1148