543 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما، كئيبا حزينا؟ فقال له علي (عليه السلام): مالي أراك يا رسول الله كئيبا حزينا؟ فقال: وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه أن بني تيم وبني عدى وبني أمية يصعدون منبري هذا، يردون الناس عن الإسلام القهقري، فقلت: يا رب في حياتي أو بعد موتي؟ فقال: بعد موتك.
* الشرح:
قوله: (وقد رأيت في ليلتي هذه أن بني تيم وبني عدي وبنى أمية - اه) الرؤيا التي يراها النبي (صلى الله عليه وآله) بعد النبوة نوع من أنواع الوحي وقد ذكرنا أنواعه في بعض المواضع فلا نعيد (يردون الناس عن الإسلام القهقري) أي رد القهقري وهو ضرب من الرجوع وهو أن يمشي إلى خلف من غير أن يعيدو جهة إلى جهة مشيه وفيه تنبيه على أن ارتدادهم عن الإسلام بنحو خاص وهو خروجهم منه مع ادعائهم له وعدم صرف وجههم عنه بالمرة.
* الأصل:
544 - جميل، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا أني أكره أن يقال: إن محمد استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير.
* الشرح:
قوله: (لولا إني أكره أن يقال إن محمدا استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوه قتلهم لضربت أعناق قوم كثير) مثله في طرق العامة أيضا روى مسلم «أن رجلا من الأنصار نازع زبيرا على ماء فترافعا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فحكم للزبير، فقال الرجل: ان كان ابن عمتك يعني أنك حكمت له لا أجل قرابتك فغضب النبي وتلوى وجهه» قال عياض: وإنما لم يقتله مع أن ما قاله كفر لأنه يستألف ولئلا يقال أن محمدا يقتل أصحابه وقد صبر للمنافقين ومن في قلبه مرض على أكثر من هذا وكان (صلى الله عليه وآله) يقول «يسروا ولا تعسرو» وروي أيضا «أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة فسمعها عبد الله بن أبي فقال: قد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال عمر لرسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال دعه لا تتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه» قال عياض: كسع: أي ضرب دبره أو عجيزته وفيه ترك التعسر خاف أن يؤدي إلى مفسدة أشد لأن العرب من الانفة وإبائه الضيم حيث كانوا وكان (صلى الله عليه وآله) يستألفهم بطلاقة الوجه ولين الكلمة وبذل المال والإغضاء حتى يتمكن الإيمان من قلوبهم وليراهم غيرهم فيدخل في الإسلام ويتبعهم غيرهم من أتباعهم ولذا لم يقتل المنافقين ووكل أمرهم إلى ظواهرهم مع