قوله: (وتكثر التعاهد لنا)، أي لرؤيتنا وزيارتنا ورعاية حرمتنا (فقال لها عمر ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا، إنما كان لهم حق على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي ) قال ذلك حسدا وعنادا وعداوة لهم، وقد اعترف بأنه كان لهم حق على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقال له ذلك الحق إن كان لأجل القرابة فهي باقية بعده وإن كان لأجل فضلهم وكمالاتهم فيه أيضا باقيه بعده فبأي شيء بطل حقهم بعده (فقالت لها أم سلمة: كذب، لا يزال حق آل محمد على المسلمين واجبا إلى يوم القيامة، هذا هو الحق الذي لا ريب فيه ودل عليه صريح قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وغيره وصريح كثير من روايات العامة والخاصة وإنما ذلك الرجل بمجرد النفاق والعداوة.
* الأصل:
146 - ابن محبوب، عن الحارث بن محمد بن النعمان، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله الله عز وجل: «ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون» قال: هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز وجل فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
* الشرح:
قوله (قال هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي:
الظاهر أن المراد بالجنة التي خلقها في المغرب وجعلها مكان أرواح السعداء في عالم البرزخ، أقول: يحتمل أن يراد بها الحنة المعروفة وهي موجودة كما هو الحق ودلت عليه الآيات والروايات ولا يمتنع دخول أرواح المؤمنين فيها في البرزخ عقلا ونقلا، وأما عدم خروج من دخلها فلعله يكون بعد الحشر وعود الأرواح إلى الأبدان (واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز وجل) أي علموا ذلك بالمعاينة واستيقنوا بعين اليقين وإلا كان لهم العلم واليقين بذلك قبل الموت وبين علم اليقين وعين اليقين فرق ظاهر، ومن ذلك قوله تعالى «أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي» قالوا: أراد (عليه السلام) أن يحصل له علم اليقين بعد ما كان له علم اليقين (فاستبشروا بمن له يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ضمير عليهم راجع إلى المستبشرين أو إلى اللاحقين الباقين اوالى الجميع باعتبار هذا الصنف وهم الشيعة.
* الأصل: