شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٩٧
أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) أي قل يا محمد للمشركين هل لآلهتكم مدخل في خلق شيء من هذه الأجرام ومشاركة فيه حتى تستحق العبادة، وفيه إلزامهم بعدم ما يقتضي عبادة الأصنام عقلا، ثم قال لإلزامهم بعدم ما يقتضيها نقلا: (ائتوني بكتاب من قبل هذا) أي هذا القرآن الناطق بالتوحيد (أو أثارة من علم) أي بقية من علم العلماء وهم أوصياء الأنبياء (إن كنتم صادقين) في دعواكم.
والغرض من هذا التفسير الصادر عن أهل العصمة هو الإشارة إلى امرين أحدهما الرد على من قال: مضى (صلى الله عليه وآله) بلا وصي بأنه كان له وصي كما كان للأنبياء (سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا). وثانيهما أن تشريك الثلاثة مع علي (عليه السلام) في العبارة ليس له دليل لا عقلا ولا نقلا كتشريك الأصنام مع الله تعالى في العبادة.
* الأصل:
73 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عمن أخبره، عن علي بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تيما وعديا وبني أمية يركبون منبره أفظعه، فأنزل الله تبارك وتعالى قرآنا يتأسي به: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى) ثم أوحى إليه: يا محمد، إني أمرت فلم أطع، فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك.
* الشرح:
قوله (يقول لما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تيما وعديا) قال علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك) لما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك وغمه غما شديدا فأنزل الله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس (ليعمهوا فيها) والشجرة الملعونة في القرآن) نزلت في بني أمية ثم حكى الله خبر إبليس فقال (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا - إلى قوله - لاحتنكن ذريته إلا قليلا) أي لافسدنهم إلا قليلا، فقال الله: (اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا) وهو محكم.
* الأصل:
74 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الحسين بن نعيم الصحاف، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: (فمنكم كافر ومنكم مؤمن) فقال: عرف الله عز وجل إيمانهم بموالاتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذر في صلب آدم. وسألته عن قوله عز وجل:
(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فانما على رسولنا البلاغ المبين) فقال: أما والله، ما هلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا (عليه السلام) إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا. وما خرج
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417