رسول الله (عليه السلام) من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الامة حقنا (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).
* الشرح:
قوله (قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: (فمنكم كافر ومنكم مؤمن)) قد مر سندا ومتنا بلا تفاوت إلا في تقديم كافر على مؤمن هنا كما في القرآن وتأخيره سابقا.
قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم) الآية في سورة التغابن يعني أطيعوا الله وأطيعوا الرسول في الأمر والنهي وجميع ما جاء به الرسول وأعظم ما جاء به الولاية، فإن توليتم عن الإطاعة فإنما على رسولنا البلاغ المبين الواضح الفارق بين الحق والباطل ولا يضره توليكم وإعراضكم وانما يعود ضرره إليكم، فقال (عليه السلام): أما والله ما هلك من كان قبلكم من الامم باستحقاق عقوبة الأبد وما هلك من هلك من هذه الأمة حتى يقوم قائمنا (عليه السلام) إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا. وذلك لما عرفت مرارا من أن الله تعالى أخذ على الخلق الميثاق على ولايتهم فمن قبلها فهو حي ناج ومن أنكرها فهو هالك معذب سواء كان من الامم الماضية أو من هذة الامة، ثم قال (عليه السلام): وما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا حتى ألزم رقاب هذه الامة حقنا. ولقد أكثر وبالغ في تبليغ حق علي (عليه السلام) ما لم يكثر ولم يبالغ أحد من الأنبياء في تبليغ حق وصيه لعلمه بأن الامة يخالفون وينازعونه ويغصبون حقه (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) أي إلى دينه الحق أو إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام).
* الأصل:
75 - محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي ابن جعفر، عن أخيه موسى (عليه السلام) في قوله تعالى: (وبئر معطلة وقصر مشيد) قال: البئر المعطلة الإمام الصامت، والقصر المشيد الإمام الناطق.
ورواه محمد بن يحيى، عن العمركي، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن (عليه السلام) مثله.
* الشرح:
قوله (قال: البئر المعطلة الإمام الصامت) البئر المعطلة البئر العامرة التي لا يستقي منها، والقصر المشيد القصر المحكم المزين بأنحاء الزينة ولعل قصده (عليه السلام) أن الآية منطبقة على آل محمد (صلى الله عليه وآله) ومثل لهم. قال علي بن إبراهيم: بئر معطلة هي التي لا يستقى منها وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم والقصر المشيد هو المرتفع، وهو مثل لأمير المؤمنين صوات الله عليه وسبطاه ثم يشرف على الدنيا.