شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٠٨
تعالى وعبادة له، وان كان من أهل الجور كانت الطاعة له عبادة له وللشيطان.
قوله: (ثم قال (أنيبوا إلى ربكم وأسلموا)) هذه الآية في القرآن ليست متصلة بما قبلها لأنها في سورة الزمر وما قبلها في سورة الأعراف والآية هكذا (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جنهم مثوى للمتكبرين * وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون).
قال علي بن إبراهيم قوله تعالى: (وأنيبوا) أي توبوا وقوله: (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) من القرآن وولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) والدليل على ذلك قوله تعالى (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فطرت في جنب الله) فإنه الإمام لقول الصادق (عليه السلام): نحن جنب الله، وقوله تعالى لرد قولها (لو أن لي كرة) الآية (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت) يعني بالآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، وقوله تعالى: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير عن أبي المعزا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ادعى أنه إمام وليس بامام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: وإن كان علويا فاطميا. وقوله: (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله تعالى من شدة حره وسأله أن يتنفس فأذن الله فتنفس فأحرق جهنم.
قوله (ثم جزاهم فقال: لهم البشرى) الآية ليست متصلة بما قبلها في القرآن لأنها في سورة يونس وما قبلها في سورة الزمر والآية: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة * لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم) وعد الله تعالى أولياءه الذين يتولونه بطاعة وليه بأنه لا خوف عليهم من لحوق مكروه ولا هم يحزنون بفوات مأمول وهم الذين آمنوا به وبرسوله وولي أمره وكانوا يتقون طاعة غيره وغير أوليائه ثم جزاهم بما صنعوا فقال: (لهم البشرى) بنكال أعدائهم في الحياة الدنيا وثواب أعمالهم في الآخرة والمبشر بذلك الإمام كما أشار إليه (عليه السلام).
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417