تعالى وعبادة له، وان كان من أهل الجور كانت الطاعة له عبادة له وللشيطان.
قوله: (ثم قال (أنيبوا إلى ربكم وأسلموا)) هذه الآية في القرآن ليست متصلة بما قبلها لأنها في سورة الزمر وما قبلها في سورة الأعراف والآية هكذا (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين * ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جنهم مثوى للمتكبرين * وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون).
قال علي بن إبراهيم قوله تعالى: (وأنيبوا) أي توبوا وقوله: (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) من القرآن وولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) والدليل على ذلك قوله تعالى (أن تقول نفس يا حسرتا على ما فطرت في جنب الله) فإنه الإمام لقول الصادق (عليه السلام): نحن جنب الله، وقوله تعالى لرد قولها (لو أن لي كرة) الآية (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت) يعني بالآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، وقوله تعالى: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير عن أبي المعزا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ادعى أنه إمام وليس بامام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟ قال: وإن كان علويا فاطميا. وقوله: (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله تعالى من شدة حره وسأله أن يتنفس فأذن الله فتنفس فأحرق جهنم.
قوله (ثم جزاهم فقال: لهم البشرى) الآية ليست متصلة بما قبلها في القرآن لأنها في سورة يونس وما قبلها في سورة الزمر والآية: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة * لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم) وعد الله تعالى أولياءه الذين يتولونه بطاعة وليه بأنه لا خوف عليهم من لحوق مكروه ولا هم يحزنون بفوات مأمول وهم الذين آمنوا به وبرسوله وولي أمره وكانوا يتقون طاعة غيره وغير أوليائه ثم جزاهم بما صنعوا فقال: (لهم البشرى) بنكال أعدائهم في الحياة الدنيا وثواب أعمالهم في الآخرة والمبشر بذلك الإمام كما أشار إليه (عليه السلام).