(يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) يعرفون يعني ولاية [علي بن أبي طالب] وأكثرهم الكافرون بالولاية.
* الشرح:
قوله (ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا) ضمير «نتولاه» راجع إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وإرجاعه إلى علي (عليه السلام) بعيد لفظا ومعنى.
قوله (يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) إشارة إلى أن النعمة هي الولاية، يعني يعرفون الولاية التي أنعم الله بها عليهم لتكميل مصالحهم في الدنيا والآخرة بالنصوص القرآنية والسنة النبوية والمشاهدات العينية الدالة في نهاية كماله علما وعملا ثم ينكرونها حسدا واستنكافا عليهم، (وأكثرهم الكافرون) وذكر الأكثر مع أن العارفين المنكرين كلهم كافرون إما لأن الأكثر قام مقام الكل كما صرح به القاضي أو لأن الضمير في أكثرهم راجع إلى الامة لإفادة أن أكثر هذه الامة كافرون بالولاية والله أعلم.
قال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) نعمة الله هم الأئمة، والدليل على أن الأئمة (عليهم السلام) نعمة الله جل جلاله قول الله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال الصادق (عليه السلام): نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا فاز من فاز.
* الأصل:
78 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان، عن سلام، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله تعالى: (الذين يمشون على الأرض هونا) قال: هم الأوصياء من مخافة عدوهم.
* الشرح:
قوله (قال: هم الأوصياء) قال علي بن إبراهيم في تفسير هذه الآية نزلت في الأئمة صلوات الله عليهم، أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نجران عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله تبارك وتعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) قال: الأئمة (عليهم السلام) يمشون على الأرض هونا خوفا من عدوهم.
وعنه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سليمان بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن صلوات الله عليه عن قول الله تبارك وتعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) قال: الأئمة صلوات الله عليهم.