قوله (واخلست الزهراء) يقال خلست الشيء أي استلبته. واخلست فلافا أي أخذت حقه، والخلسة - بالضم - ما يؤخذ سلبا ومكابرة، والغرض منه إما الإخبار والتعجب أو التحسر من وقوع الظلم عليها وغصب حقها عليها الصلاة والسلام.
قوله (فما أقبح الخضراء والغبراء) الخضراء السماء والغبراء الأرض ومن شأن العرب أنه إذا شاع الشر في أهل الأرض وانتشر الجور فيهم واشتهر القبح منهم وأرادوا المبالغة في ذمهم والإشعار بعموم قبائحهم نسبوا ذلك إلى الزمان والمكان والسماء والأرض لقصد التعميم والشمول في ذمهم وليس في قصدهم من ذلك ذم هذه الأشياء وأمثال ذلك كثيرة شائعة في كلام الفصحاء والبلغاء.
قوله (أما حزني فسرمد) أي دائم طويل، ولما وصف نفسه بالصبر جاء بهذا الكلام دفعا لتوهم ان ذلك بسبب تنزل الحزن والهم وتنقصهما.
قوله (وأما ليلي فمسهد) المسهد اسم مكان من السهاد وهو الأرق والسهر والمحزون لا ينام في الليل.
قوله (وهم لا يبرح) هم مبدأ موصوف بجملة بعده وكمد خبره وهو بالتحريك الحزن المكتوم أو الكاف للتشبيه والمد بالكسر والتشديد وهو القيح و «أو» في قوله «أو يختار الله» بمعنى إلى أن، والمراد بدارك الجنة أو القبر، وبالهم المهيج هم يتبعه هم آخر والهم في الأصل الإذابة ثم اطلق على الحزن المقلق المذيب للبدن يقال أهمه الأمر إذا أقلقه وأحزنه وأذابه، ومنه قولهم: همك ما أهمك أي أذابك ما أحزنك، وقولهم للمحزون المغموم: مهموم.
قوله (سرعان ما فرق بيننا) سرعان مثلث الفاء اسم فعل يرفع ما بعده بمعنى سرع وقرب مع تعجب أي ما أقرب وما أسرع، وما عبارة عن الموت.
قوله (وإلى الله أشكو) تقديم الظرف للحصر، والشكوى أن تخبر عن مكروه أصابك وهو ممدوح بالنسبة إلى الله وإلى أوليائه لا إلى أعدائه فإنه شكاية عليه وهو مذموم.
قوله (بتظافر امتك على هضمها) أي إمداد بعضهم بعضا وتوافقهم على كسر حرمتها وغصب حقوقها وتفصيل ذلك مذكورة في كتب العامة والخاصة.
قوله (فاحفها السؤال واستخبرها الحال) أي بالغ واستقص في السؤال منها واستخبرها حالي وحالها في الحزن وحال الامة عما فعلوا بعدك، وفيه إشارة إلى غاية حزنها ونهاية غيظه (عليه السلام) منهم.
قوله (فكم من غليل معتلج بصدرها) «كم» خبرية للتكثير، والغليل الضعف والغيظ والحزن، والاعتلاج الالتطام وهو ضرب الوجه ونحوه بالكف يقال: اعتلجت الأمواج إذا التطمت.