وتجديد له على الله، لعله أن يعجله جل وعز ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه.
* الشرح:
قوله (وإن يصبروا ويصابروا ويرابطوا) الصبر أصله الحبس يقال صبرت نفسي على كذا أي حبستها والربط أصله الشد، يقال: ربط الدابة أي شده والمرابطة: الإقامة على جهاد العدو بالحرب وارتباط الخيل وأعدادها في الثغور وقد يطلق على ربط النفس على الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة، ولعل المقصود أنه تعالى أخذ عليهم أن يصبروا على الدين ومشاق تكاليفه وسائر ما ينزل عليهم من النوائب والمصائب وأن يصابروا أعداءهم في الجهاد ويغالبوهم في الصبر على شدائد الحروب أو يحمل بعضهم بعضا على الصبر في الشدائد وأن يرابطوا أي يقيموا على جهادهم أو على الثغور بأنفسهم وخيولهم أو على الطاعات مطلقا.
قوله (والأرض التي يبدلها الله من السلام) عطف على أن يسلم لا على أن يريحهم لأنه عطف على ينزل أو يسلم ولا يصح تقدير «أن» هنا ولا على البيت المعمور للزوم الفصل بالأجنبي بين المعطوف والمعطوف عليه ولبعد تعلق الإنزال بها في الجملة ولا على الأرض المباركة وإن صح بحسب المعنى للزوم الفصل بالأجنبي، والظاهر أن من السلام بيان للأرض وأن المراد بها دار السلام وهي الجنة وحمل من على التعليل للتبديل وحمل الأرض على أرض الدنيا أن يبدلها الله من أجل السلام، وبسببه يعني يجعلها سالمة لهم بعدما لم تكن، بعيد جدا.
قوله (ويسلم ما فيها لهم) عطف على يبدلها وقوله لا شية فيها حال مؤكدة.
* الأصل:
143 - ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: اللهم صل على محمد صفيك، وخليلك ونجيك، المدبر لأمرك.
* الشرح:
قوله (قال سمعته يقول اللهم صل على محمد) وجه ذكره في هذا الباب غير ظاهر وفيه دلالة على جواز الصلاة على النبي منفردا، والصفي المصطفى المختار والذي يصافي الود لصاحبه ويخلصه له، فعيل بمعنى فاعل أو مفعول، والخليل الصديق المحب من الخلة وهي الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي في باطنه ولذلك يخص بمن كانت خلته مقصورة على حب الله تعالى ليست فيها شركة لغيره، وهي حالة شريفة لا ينالها أحد بكسب واجتهاد، وإنما يخص الله تعالى بها من يشاء من عباده مثل سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين، والنجي المناجي المخاطب لصاحبه والمحدث له وصاحب سره، والمدبر للأمر المحدث به والمتقن له والناظر في أدباره وعواقبه والساعي في ترويجه.