هذه الآية بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديثا طويلا دل على أن قوله تعالى: (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز) نزل في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذرية الحسين (عليهم السلام) وشيعتهم.
قوله (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) الحياة الدنيا إما معناها المعروفة أو لذات الدنيا وزخارفها وأسبابها، والمتاع بالفتح السلعة وما يتمتع به والمنفعة، والغرور بالضم إما مصدر بمعنى الخدع يقول: غره يغره غرورا إذا خدعه، أو جمع غار أو ما اغتر به من متاع الدنيا، والإضافة على الأولين لامية وعلى الأخير بيانية وقد شبه متاع الحياة الدنيا بالمتاع الذي يدلس صاحبه على المشتري ويغره ويخفي عليه عيبه ليشتريه، وفيه تسلية لهم على فوات ما أحبوه من حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وزوال ما قرر لهم من الملك والخلافة بغصب الأعداء.
قوله (إن الله اختاركم) لما ذكر أحوال الدنيا ومجملة وعدم اعتبارها ذكر جملة من فضائلهم التي لا يوازيها شيء تبشيرا لهم بالكرامة وتذكيرا لهم بأن ما آتاهم الله خير مما فات منهم وإنما ترك العطف لعدم التناسب بينهما.
قوله (وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه) كما قال جل شأنه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
قوله (واستودعكم علمه) أي جعلكم حفظة لعلمه الذي أنزله من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء تقول. استودعته وديعة إذا استحفظته إياها.
قوله (وجعلكم تابوت علمه) التابوت الصندوق الذي يحرز فيه المتاع، قال الجوهري: أصله تابوة مثل ترقوة وهو فعلوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيت تاء.
قوله (وعصا عزه) العز والعزة القوة والغلبة ومنه العزيز في أسمائه تعالى وهو القوي الغالب الذي لا يغلب، وجعلهم عصا عزه كناية عن ظهور عزه تعالى في الخلق وقيامه بهم كقيام الرجل بالعصا إذ لو لم يكونوا لم يعرفه الخلق أصلا فضلا عن معرفته بأنه عزيز.
قوله (وضرب لكم مثلا من نوره) إشارة إلى آية النور وهي (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة) الآية وقد مر شرحها.
قوله (وعصمكم من الزلل) العصمة المنعة والزلل الزلقة، والمراد به هنا الذنب والخطأ يعنى منعكم الله من الذنب والخطأ في العقائد والأقوال والأعمال وفيه دلالة على أن العصمة موهبية لا كسبية كما ظن.
قوله (وآمنكم من الفتن) أي من الضلالة أو من الإثم والكفر والصرف عن الحق أو من فتنة