شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٧٤
هذه الآية بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديثا طويلا دل على أن قوله تعالى: (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز) نزل في محمد وعلي والحسن والحسين والأئمة من ذرية الحسين (عليهم السلام) وشيعتهم.
قوله (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) الحياة الدنيا إما معناها المعروفة أو لذات الدنيا وزخارفها وأسبابها، والمتاع بالفتح السلعة وما يتمتع به والمنفعة، والغرور بالضم إما مصدر بمعنى الخدع يقول: غره يغره غرورا إذا خدعه، أو جمع غار أو ما اغتر به من متاع الدنيا، والإضافة على الأولين لامية وعلى الأخير بيانية وقد شبه متاع الحياة الدنيا بالمتاع الذي يدلس صاحبه على المشتري ويغره ويخفي عليه عيبه ليشتريه، وفيه تسلية لهم على فوات ما أحبوه من حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وزوال ما قرر لهم من الملك والخلافة بغصب الأعداء.
قوله (إن الله اختاركم) لما ذكر أحوال الدنيا ومجملة وعدم اعتبارها ذكر جملة من فضائلهم التي لا يوازيها شيء تبشيرا لهم بالكرامة وتذكيرا لهم بأن ما آتاهم الله خير مما فات منهم وإنما ترك العطف لعدم التناسب بينهما.
قوله (وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه) كما قال جل شأنه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
قوله (واستودعكم علمه) أي جعلكم حفظة لعلمه الذي أنزله من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء تقول. استودعته وديعة إذا استحفظته إياها.
قوله (وجعلكم تابوت علمه) التابوت الصندوق الذي يحرز فيه المتاع، قال الجوهري: أصله تابوة مثل ترقوة وهو فعلوة فلما سكنت الواو انقلبت هاء التأنيت تاء.
قوله (وعصا عزه) العز والعزة القوة والغلبة ومنه العزيز في أسمائه تعالى وهو القوي الغالب الذي لا يغلب، وجعلهم عصا عزه كناية عن ظهور عزه تعالى في الخلق وقيامه بهم كقيام الرجل بالعصا إذ لو لم يكونوا لم يعرفه الخلق أصلا فضلا عن معرفته بأنه عزيز.
قوله (وضرب لكم مثلا من نوره) إشارة إلى آية النور وهي (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة) الآية وقد مر شرحها.
قوله (وعصمكم من الزلل) العصمة المنعة والزلل الزلقة، والمراد به هنا الذنب والخطأ يعنى منعكم الله من الذنب والخطأ في العقائد والأقوال والأعمال وفيه دلالة على أن العصمة موهبية لا كسبية كما ظن.
قوله (وآمنكم من الفتن) أي من الضلالة أو من الإثم والكفر والصرف عن الحق أو من فتنة
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417