شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٧٦
أفضل الأعمال وأكمل أركان الإيمان وقيد «في الأرض» إما لاستغراق الأولياء وزيادة تعميمه أو للإشعار بأن الدنيا هي دار الفساد فيحتاجون إلى معتمد يحفظهم عن فساد أهلها وأما الآخرة فهي دار الأمن لهم فلا يتطرق إليهم الفساد ولا يصل إليهم أيد الجور والعناد، وهذا الذي ذكرنا من أن الأولياء وديعة الله عند الأئمة هو الأظهر بالنظر إلى هذه العبارة، وأما العكس فهو الأنسب بظاهر قوله «فمن أدى أمانته أتاه الله صدقه» إذ الظاهر أن الضمير في أمانته راجع إلى «من» وأن الأمانة هي الوديعة التي استودعه الله إياها وأنه إذا أداها كما هي من غير تغلب وتقصير أعطاه الله جزاء صدقه من المثوبات الجزيلة والدرجات العالية، وانما قلنا: الظاهر ذلك لاحتمال أن يعود الضمير إلى الله أو إلى النبي، وأن يراد بالأمانة الوديعة التي قبلها الله تعالى من نبيه، وبأدائها الاعتراف بأنها وديعة النبي عند الله والإقرار بحقوقها وعدم قطعها من الله، والله أعلم.
قوله (وبين لكم سبيل المخرج) أي سبيل الخروج من الباطل إلى الحق أو من الدنيا إلى الآخرة) أو من الجور إلى العدل أو من الشر إلى الخير أو من الفساد إلى الصلاح أو من العكس في الجميع، وبالجملة بين كل ماله مدخل في الدخول في الدين والخروج عنه.
قوله (والله من وراء حوائجكم) الوراء فعال ولامه همزة عند سيبويه وأبي علي الفارسي وياء عند العامة وهو من ظروف المكان بمعنى خلف وقدام من الأضداد، وهذا الكلام تمثيل والمعنى أنه تعالى يعلم حوائجكم فيقضيها كمن يكون وراء الشيء مهيمنا لديه ومحافظا عليه.
قوله (واستودعكم الله) الظاهر أن استودع بفتح الهمزة على صيغة المتكلم أي أجعلكم وديعة عند الله واستحفظه إياكم.
* الأصل:
126 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن إسماعيل بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر.
* الشرح:
قوله (كأنه شقة قمر) من طريق العامة أن نور وجهه يرى على الحائط في الليل. الشق بالكسر نصف الشيء وكذا الشقة والظاهر منها نصف جرم القمر ويجوز أن يراد منها نفس القمر في وسط الشهر أعني البدر الكامل نوره فعلى الأول شبه كلا من نصفي الوجه بنصف القمر وعلى الثاني شبه وجهه في النور والإضاءة في البدر الكامل، واعلم أن تشبيه الشيء بالشيء إنما يكون فيما اختص واشتهر به الشيء المشبه به مع القصد إليه، فتشبيه الوجه بالقمر إنما يكون في النور والإضاءة لا في
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417