شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٦٩
قوله (قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون) قرآنا حال بعد حال عن الكتاب لتأكيد اشتماله على كل شيء وعربيا صفة مخصصة أو مادحة واشتماله على غير العربي نادرا لا يضر في عربيته، وغير ذي عوج أي لا اختلاف فيه أو لا شك صفة بعد صفة للمدح ولعلهم يتقون علة غائبة للإنذار ولم يذكر متعلق يتقون لقصد التعميم أو الاختصار أو التحرز عن توهم التخصيص.
قوله (قد بينه للناس) إما حال ثالثة للكتاب أو استئناف كأنه قيل: ما فعل به بعد إنزاله فأجاب بأنه قد بينه للناس. وفيه دلالة على أن الناس يحتاجون في فهم ما فيه من أمر المبدأ والمعاد وغيرهما إلى مبين والروايات الدالة على ذلك كثيرة بل متواترة معنى والعقل الصحيح شاهد له فبطل قوله من قال بأن الإمام بعد النبي هو القرآن للتخلص عن الموتة الجاهلية التي رووها عنه (صلى الله عليه وآله) «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ولم ينفعهم البيان النبوي لاتفاقهم على أنه لم يعلم أحد من الامة جميع ما فيه.
قوله (ونهجه) أي أوضحه من نهجت الطريق إذا أوضحته وهو عطف على «بينه» ولعل الأول متعلق ببيان مدلولاته الظاهرة والباطنة والثاني بايضاح دلائلها وبماديها ويحتمل تعلق الأول بالمدلولات الظاهرة والثاني بالمدلولات الباطنة.
قوله (يعلم قد فصله - إلى قوله وأعلنها لعل القرائن الأربع أحوال متعاقبة للقرآن أي حال كون متلبسا بعلم، من التفسير والتأويل والمجمل والمفصل والمحكم والمتشابه والعام والخاص قد فصله، وبدين من الشرائع والاحكام والمعارف قد أوضحه، وبفرائض من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها قد أوجبها ولم يرخص لهم تركها، وبحدود في الجروح والقصاص ونحوها حدها للناس وبينها، وبأمور من العبر والأمثال وغيرها قد كشفها لخلقه وأعلنها، وقوله «لخلقه» متعلق بالأخير أو بالأفعال الأربعة على سبيل التنازع وإنما قلنا: لعل، لاحتمال أن يكون متعلقا بنهجه على أن يكون نهجه من نهجت الطريق بمعنى سلكته.
قوله (فيها دلالة إلى النجاة) ينبغي الوقف ليتم السجع مع هداه أي في الأمور المذكورة دلالة نجاة العباد من النكال والعقوبة وخلاصهم من الوبال والصعوبة.
قوله (ومعالم تدعو إلى هداه) المعالم مواضع العلوم ومحلها وهي بالرفع عطف على دلالة وبالجر عطف على النجاة، وتدعو صفة لها، والهدى خلاف الضلالة، والضمير المجرور لله أو للرسول (صلى الله عليه وآله) أو للكتاب، والإضافة على جميع التقادير من باب إضافة المصدر إلى الفاعل ومفعول تدعو محذوف وهو العباد، وقيل الهدى بمعنى ما يهتدى به وهو الله أو الرسول أو الكتاب والإضافة على التقدير الأول لامية وعلى الأخيرين بيانية.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417