شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٧٥
النفس والشيطان وفتنة المحيا والممات وفتنة القبور وغيرها والتعميم أولى.
قوله (فتعزوا بعزاء الله) الفاء للتفريع لأن ما تقدم موجب لتعزيهم بعزاء الله والتعزي الانتساب والتأسي والتصبر عند المصيبة والترجيع وهو قول: «إنا لله وإنا إليه راجعون» عندها كما أمر الله تعالى به وعزاء الله صبره الذي أمر به في مواضع من الكتاب أو تعزية الله إياهم بإقامة الاسم مقام المصدر والاحتمالات ثمانية حاصلة من ضرب الأربعة في الاثنين فتأمل فيها واتبع أحسنها.
قوله (فأنتم أهل الله عز وجل) أهل الله من كان حركاته وسكناته لله تعالى وموافقة لرضاه وقوله «الذين بهم تمت النعمة» أي نعمة الله على الخلق إما خبر بعد خبر أو صفة موضحة لأهل الله وهو إشارة إلى ما نزل يوم نصب علي (عليه السلام) للخلافة من قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
قوله (واجتمعت الفرقة) الفرقة بالضم الإسلام من المفارقة وفي إسناد الاجتماع إليها مبالغة في تبدل المفارقة بالجمعية ولو قرئت بالكسر واريد بها جنس الطائفة الشامل للطوائف المتفرقة لم يكن بعيدا.
قوله (وائتلفت الكلمة) الائتلاف والتألف مطاوع التأليف تقول ألفت بين الأشياء تأليفا فتألفت وائتلفت والمقصود أن بسبب تأليفهم بين العرب وغيرهم من الطوائف المختلفة في الآراء والعقائد والأعمال ائتلفت كلمتهم فيها.
قوله (وأنتم أولياؤه) أي أنصاره أو أحباؤه والأولى بالتصرف في أمور خلقه والمالك له.
قوله (مودتكم من الله واجبة في كتابه) كما قال جل شأنه مخاطبا لنبيه (صلى الله عليه وآله): (قل لا أسألكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) والقربى أهل البيت (عليهم السلام).
قوله (ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير) لا يبعد أن يكون المراد وما وعدهم الله ورسوله من نصر الصاحب المنتظر (عليه السلام).
قوله (فاصبروا لعواقب الأمور) لعل المراد بها ما وعد الله للصابرين أو الأعم منه ومما وعد من نصرة الصاحب (عليه السلام) أو الأعم منهما ومن الوعيد للمخالفين فيشمل الوعد والوعيد جميعا ويؤيده قوله: (فإنها إلى الله تصير) إذ فيه وعد ووعيد يعني أن الأمور أو عواقبها تصير إلى الله لا إلى غيره فيجزي كل أحد بما يستحقه.
قوله (قد قبلكم الله - إلى قوله - في الأرض) فأهل البيت وديعة النبي عند الله والأولياء المؤمنون وديعة الله عند أهل البيت فحفظ الأولياء عليهم وعلى الله كما أن حفظهم على الله وعلى الأولياء إذ لا يجوز لأحد ضياع وديعة الغير، ويفهم منه أن حفظ هذه الودايع ورعاية حقوق الإخوان من
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417