وعدني في شيعة علي خصلة، قيل: يا رسول الله وما هي؟ قال: المغفرة لمن آمن منهم وأن لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدل السيئات حسنات.
* الشرح:
قوله (وعلمني أسماءهم) يحتمل أن يراد بها إعلامهم كما يحتمل أن يراد بها هي مع ذواتهم وصفاتهم.
قوله (فمر بي أصحاب الروايات) لعل المراد بهم خلفاء الجور وبنو أمية وبنو عباس وأضرابهم ممن يعادي أهل البيت وشيعتهم إلى يوم القيامة.
قوله (قال: المغفرة لمن آمن منهم) هذا وإن دل على كمال الرجاء وانتفاء العقوبة مطلقا لأن الله تعالى لا يخلف وعده إلا إن الشرط وهو قوله: (لمن آمن منهم) يوجب الخوف لأن حقيقة الإيمان ومراتبه متفاوتة في الشدة والضعف سيما عند القائلين بدخول الأعمال فيها ولا يعلم أن أي فرد من أفراده هو المراد هنا ولا يمكن حمله هنا على أقل المراتب لأن ذكر هذا الشرط حينئذ مستدرك كما لا يخفى على من له درية بأساليب الكلام.
قوله (ولهم تبدل السيئات حسنات) تقديم الظرف للحصر وظاهر هذا الخبر ونحوه كظاهر قوله تعالى: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) حجة لمن ذهب إلى أن كل سيئة تبدل بحسنة صغيرة كانت أو كبير، ومنهم من خص التبديل في الآية بتبديل السيئات في الكفر بحسنات الإيمان والمخصص غير معلوم، ثم أن هذه الحسنة يمكن أن تثاب بعشرة أمثالها كالحسنة بالأصالة، والله أعلم وأكرم.
* الأصل:
122 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن سيف، عن أبيه، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون أيها الناس ما في كفي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: أيها الناس أتدرون ما في كفي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل [حكم الله وعدل] فريق في الجنة وفريق في السعير.
* الشرح:
قوله (ثم قال أتدرون أيها الناس ما في كفي) قيل سؤاله إياهم عن هذا الأمر الذي لا يعلمه إلا الله ورسوله يكون للحث على استماع ما يلقي إليهم والكشف عن مقدار فهمهم ومبلغ علمهم فلما