شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٦٧
الروحاني كما انه المعلم في العالم الجسماني، ويؤيده بعض الروايات.
قوله (ومن الحكم ينابيعه) الحكم بالضم والسكون الحكمة والحكيم صاحب الحكمة المتقن للامور والحكم أيضا القضاء بين الخلق، والينابيع جميع الينبوع وهو عين الماء سميت به لأنه ينبع منه الماء أي يخرج وفي جميع الينبوع والمفتاح إشارة إلى أنه (صلى الله عليه وآله) أوتى جميع فنون العلم والحكمة (1) وفي الكلام استعارة مكنية وتخييلية.
قوله (ابتعثه رحمة للعباد) أي بعثه وأرسله إلى العباد رحمة لهم لأنه يهديهم إلى الكرامة والسعادة وينجيهم من الضلالة والشقاوة.
قوله (وربيعا للبلاد) الربيع النهر والمطر، وربيع الأزمنة عند العرب ربيعان الربيع الأول هو

(1) قوله «العلم والحكمة» بل هو منبع العلوم غيره ومنه أخذ سائر العلماء والحكماء تفاصيل علومهم، خص الكلام والحكمة بالذكر مع أن سائر العلوم الشرعية كالفقه أيضا مأخؤذة منه لأهمية هذين العلمين، والدليل الظاهر على حكمة الرسول (صلى الله عليه وآله) أن المسلمين بعد أن نقلوا علوم الامم إلى العربية ومن علومهم المنقولة كتب في الأخلاق والسياسات والقوانين وما يعرف بالحكمة العملية وقايسوا بين مستنبطات أفكار اليونانيين فيها وما وصل إليهم من صاحب الشريعة وجدوا تفوق الثاني وفضله عليها جميعا فتركوها واكتفوا بما وصل إليهم من الشرع كما تركوا آدابهم وخطابتهم لتفوق آداب العرب وخطابة علماء المذهب واكتفوا من علوم الامم بالطبيعيات في الإلهيات والطب والرياضيات مما لم يبعث الأنبياء لبيانها، ووجدوا ما وصل إليهم من صاحب الشريعة في الإلهيات والمعاد موافقا أو غير مخالف لأشهر حكماء الأوائل وأعاظم فلاسفتهم الإلهيين ومخالفا للماديين الظاهريين منهم وأيضا مخالفا لقول اليهود والنصارى فأعجبهم ذلك وجعلوا ذلك دليلا على صدق الرسول في دعواه لأن الوحي من جانب الله العالم بكل شيء لا يكون مخالفا للواقع المعلوم بالعقل وكان اليهود معتقدين لتجسم الباري تعالى وأنه يرى بالبصر وكانوا يصفون الملائكة بصفات المادة كالأكل والشرب، وقالوا: أكل ضيف إبراهيم من العجل الحنيذ دليلا على أنهم ما كانوا عرفوا المجردات والفرق بينهما وبين الماديات والنصارى كانوا قائلين بالتثليث وتجسم الواجب بصورة الإنسان، وأما حكماء اليونان أعني الإلهيين منهم فكان مذهبهم المؤيد بالأدلة العقلية موافقا لما ورد عن صاحب الشريعة الإسلامية في التوحيد والمجردات وبقاء النفوس وهذه معجزة عظيمة. (ش)
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417