المقدمة على الأمير فصار يبشر كل أمة من بعده بموكبه وظهوره ويوصيهم بمتابعته وموافقته وترك معاندته (صلى الله عليه وآله).
قوله (لم يخلطه في عنصره سفاح ولم ينجسه في ولادته نكاح) العنصر بضم العين وفتح الصاد الأصل وقدم تضم الصاد، والنون مع الفتح زائدة عند سيبويه لأنه ليس عنده فعلل بالفتح. والسفاح بالكسر الزنا مأخوذ من سفحت الماء إذا صببته والنكاح الوطي والعقد والمراد به هنا الزنا أو العقد المخالف للقوانين الشرعية بقرينة التنجيس وفيه إشارة إلى أنه كان كريم الطرفين من لدن آدم إلى أبيه عبد الله بن عبد المطلب والفقرة الأولى لبيان طهارة الآباء والثانية لبيان طهارة الامهات.
قوله (في خير فرقة وأكرم سبط وأمنع رهط) الفرقة الطائفة من الناس، والسبط بالكسر القبيلة وأولاد الأولاد والرهط الأهل والعشيرة وهذه الألفاظ متقاربة في المعنى، ولعل المراد بالخيرية الخيرية باعتبار الدين لأن أباءه (عليهم السلام) كانوا على الشريعة السابقة وبالأكرمية الزيادة في المنح والصفح والشرف والفضائل لأن كثيرا من آبائه (عليهم السلام) كانوا أنبياء ذوى فضائل كثيرة، منهم يصل الخير إلى الغير، وبالأمنعية زيادة الاتصاف بمنع العار عن العشيرة والأغيار واتصاف القريشي والهاشمي بهذا الوصف مشهور.
قوله (وأكلأ حمل وأودع حجر) الكلاء بالكسر الحفظ والحراسة والحمل بالفتح ما يحمل بالبطن وبالكسر ما يحمل على ظهر من الأحمال والأثقال ولعل الأول هو المراد هنا وحجر الإنسان بفتح الحاء وكسرها معروف، والأودع من ودع بالضم وداعة ودعة بالفتح وهي السكون والوقار والترفه يقال رجل وادع أي رافه، ويحتمل أن يراد بالأودع الأحفظ يقال استودعته وديعة أي استحفظته إياها، ولعل المراد بالأكلأ امه آمنة وبالأودع هي أو مرضعته حليمة السعدية أو فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) أو أعم منهن بحيث يشمل امهاته إلى حواء (عليها السلام).
قوله (وآتاه من العلم مفاتيحه) (1) دل على أن العلوم كلها خرجت منه وأنه المعلم في العالم