شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٦٢
دينه وقدره وأفعاله الحسنة وصفاته الجميلة وأعماله المرضية وحسب أيضا مآثر آبائه لأنه يحسب بها في الفضائل والمناقب ومنه قيل من فات حسب نفسه لم ينتفع بحسب أبيه ولعل المراد أن مآثر آبائه الكرام غير مشوبة بالخصال الذميمة والأفعال القبيحة.
قوله (ولا ممزوج نسبه) (1) لكرم أصله وطهارة نسبه من الطرفين إلى آدم (عليه السلام).
قوله (ولا مجهول عند أهل العلم صفته) أراد بأهل العلم الأنبياء والأوصياء (2) ومن أخذ من مشكاة إفاداتهم وبصفته صفة النبوة ومبادئها وتوابعها وأوصافها الخلقية والخلقية وإنما خص ذلك بأهل العلم لأن الجاهل في معزل عن هذه المكرمة بل شأنهم إنكار الأنبياء والعلماء ترويجا

(١) قوله «ولا ممزوج نسبه» وكذلك يجب أن يكون كل نبي بقاعدة اللطف لأن الناس مجبولون على التنفر من فاقد هذه الصفات ولا ينقادون له إلا قهرا بالسيف وشأن الأنبياء أن يطاعوا بالرغبة حتى يستمر الناس على قبول أحكامهم ولو بعد مضيهم وانقطاع زمانهم وتسلط الأعداء على ملكهم. (ش).
(٢) قوله «أراد بأهل العلم الأنبياء والأوصياء» بل أراد الأعم حيث قال: وتأملته الحكماء بوصفها والمراد بالحكماء هنا أصحاب العقول السليمة. والحاصل إثبات نبوته بشيئين الأول إخبار الأنبياء السابقين به على ما حكاه العارفون بهذا الشأن في الكتب الخاصة به وقد ذكرنا شيئا في كتابنا بالفارسية الموسوم براه سعادت، ولا يقدح فيه تدخل غير العارف في هذه المباحث ونقل أمور من كتبهم لا توجد فيها أو توجد ولا يحتج بها وكذلك ما احتج به حشوية أهل الحديث مما وجدوه في الأخبار الضعيفة منسوبا إلى التوراة والإنجيل فزعموه حقا ونشروه وأخذته النصارى وسخروا من المسلمين واستهزؤا بعلمائهم، فإن اعترض على الناقلين قالوا هذه موجودة في أصل كتب الأنبياء لا في هذه الموجودة بأيديهم فإنها محرفة ولا يعرفون أن الاحتجاج لا يمكن إلا بما يعترف به الخصم ولا يعترفون إلا بما هو موجود عندهم والله تعالى احتج في القرآن الكريم عليهم بأنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، فلا يجوز الاحتجاج بما روي في الأخبار الضعيفة منسوبا إليها كما روى أن في التوراة أحمد رسول الله واسمه محمد وياسين والفتاح والختام والحاشر والعاقب والماحي ووصيه ووزيره وخليفته في امته وأحب خلق الله إلى الله بعده علي بن أبي طالب ولي كل مؤمن بعده ثم أحد عشر إماما من ولد محمد وولده الأول اثنان منهما سمى ابني هارون شبر وشبير إلى غير ذلك، ولا يعرف أهل الكتاب شبرا ولا شبيرا ابنا لهارون ولا يوجب صحته واقعا أن فرض صحته صحة الاحتجاج به.
والثاني مما استدل به (عليه السلام) على نبوته تأمل أوصافه فإنه كأنه كان أمينا لم يعرف منه خيانة وكذب ولم يوجد فيه شيء يظن به المكر والحيلة وطمع الملك وهوى التلذذ بالقهر وجمع الأموال، وإذا تأمل الحكيم في أفعاله وأوصافه عرف صدقه في دعواه وإذا تأمل فيما أتى به من الأحكام المشتملة على المصالح ودقائق التوحيد ومسائل علوم الآخرة على ما ذكره العلماء في كتبهم تبين له صحة ما يدعيه من نزول الوحي عليه وليس الصدق والأمانة والكذب والمكر والخديعة في آحاد الناس مما يخفى على العارف بهم والمعاشر لهم، ولا يستثنى من ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) قال الصادق (عليه السلام): شيمته الحياء وطبيعة السخاء مجبول على وقار النبوة. الخ (ش)
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417