شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٥٩
راعوا الأدب بقولهم: الله ورسوله أعلم، علم أنهم يريدون استخراج ما عنده فأجاب بما ذكر. وقيل:
فائدته التعريف بمنزلته من الله تعالى في إعلامه بهذه الأمور المغيبة. وقيل: فائدته استنطاقهم وحملهم على الإقرار بأن الله ورسوله أعلم.
قوله (قال فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم) ضمير «فيها» راجع إلى الكف وهي مؤنثة والقبيلة واحدة القبائيل وهم بنو أب واحد ولعل المراد بأسمائهم وأسماء آبائهم أسماؤهم منسوبين إلى آبائهم مثل فلان بن فلان وفلان بن فلان إلى آخرهم، فلا يرد أن الجمع المضاف يفيد العموم فذكر أسماء آبائهم بعد ذكر أسماء جميع أهل الجنة يوجب التكرار، وفيه دلالة على أن ولد الزنا لا يدخل الجنة كما أن في مقابله دلالة على أنه لا يدخل النار، والقول بالواسطة غير معروف فلابد من تخصيص أسماء آبائهم بمن له أب أو بتعميم الأب بحيث يشمل الأب لغة وعرفا والله أعلم.
قوله (حكم الله وعدل) ذكره ثلاث مرات والتكرير للتأكيد أو الأول إشارة إلى الحكم الأزلي والثاني إلى الحكم الشهودي والثالث إلى الحكم الاخروي، ومثل هذه الرواية موجود من طريق العامة ففي الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي يده كتابان فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزداد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، وقال للذي في يده اليسرى:
هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلايزداد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، وقال للذي في يده اليسرى: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلايزداد فيهم ولا ينقص منهم أبدا، ثم رمى بهما وقال: فرغ ذلك من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير». قال بعضهم هذا حديث صحيح وأمثاله كثيرة يفيد مجموعها القطع بفساد مذهب القدرية (1) لكنهم كابروا في ذلك كله وتأولوه تأويلات فاسدة وموهوه بالاصول التي ارتكبوها من التحسين والتقبيح والتعديل والتجويز والقول بتأثير القدرة الحارثة وهي كلها فاسده انتهى كلام هذا القائل.
أقول: القدر على ما استفدت من تصفح كلام العلماء يطلق على ثلاثة معان الأول أنه في عرف المتكلمين عبارة عن تعلق علم الله وإرادته بالكائنات إذ لا قبل وجودها فلا حادث إلا وقد قدره

(1) قوله «القطع بفساد مذهب القدرية» سبق تفصيل هذه المسائل في المجلد الرابع والخامس فلانعيده.
(ش)
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417