والمراد به هنا على سبيل التشبيه أبدان نورانية غير جسمانية كثيفة بلا أرواح حيوانية وقوى جسمانية كاينة في الأبدان الحيوانية والنور المضاف إليه إما الروح أو النور المعروف، وكان ذلك الظل مؤيدا بروح واحدة وهي روح القدس وقد مر أنه كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) وهو أعظم من جبرئيل وغيره فبذلك الروح كان النبي وعترته (صلى الله عليه وآله) يعبدون الله تعالى و «لذلك» يعني لتأييدهم بذلك الروح في أول الفطرة الروحانية خلقهم في النشأة الشهودية حلماء علماء بررة أصفياء في أول الفطرة الشهودية الجسمانية.
* الأصل:
117 - علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي، عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن عبد السلام بن حارث، عن سالم بن أبي حفصة العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان في رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثة لم تكن في أحد غيره: لم يكن له فيىء وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه، وكان لا يمر بحجر ولا بشجر إلا سجد له.
* الشرح:
قوله (لم يكن له فييء) لأن الفيىء ظلم المظلم الكثيف الحاجز بينه وبين النور والنبي (صلى الله عليه وآله) كان نور الأنوار وإن كان مع لباس فهو يضئ ما يقابله لا يظلمه وإن كان جسمه بحسب الظاهر كسائر أجسام الناس التي شأنها الإظلام ومنع النور.
قوله (لطيب عرفه) العرف بالفتح والتسكين الريح طيبة كانت أم منتنة وإن كان أكثر استعمالها في الطيبة ولذلك أدرج الطيب لدفع التوهم وللتصريح بالمقصود، ثم المراد بالعرف العرف الذاتي ويحتمل الأعم منه والأول أنسب بالاختصاص.
قوله (وكان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له) أي كل واحد وسجوده وخضوعه له وذله لأجل نور النبوة وكمال القرب بصانعه أو حركته وانحنائه تعظيما له أو لله على كمال نعمته ببعثته وقد كان يرى ذلك بعض المجردين من أهل العرفان.
* الأصل:
118 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة؟ فقال: أمضه فوالله لقد وطئت مكانا ما وطئه بشر وما مشى فيه بشر قبلك.