شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٥٥
قوله (من نور العظمة) إضافة النور إليها باعتبار دلالته عليها، أو ظهوره منها وهذا المعنى وإن وجد في غيره إلا إنه فيه أقوى وآكد.
قوله (وسيد المسلمين) يجوز تشديد اللام وتخفيفها وسيد القوم أشرفهم وأفضلهم وأكرمهم.
قوله (وقائد الغر المحجلين) القائد خلاف السائق وهو من يقود أحدا خلفه كصاحب الجيش، والغر جمع الأغر من الغرة وهي في الأصل البياض الذي يكون في وجه الفرس، والمحجل من الخيل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين ولا يكون التحجيل باليد واليدين ما لم يكن معها رجل أو رجلان ثم استعير لذوي الشرف من الناس في العلم والعمل والصلاح وكرم الذات.
قوله (ما جاءت ولاية علي (عليه السلام) من الأرض) أي من قوله النبي (صلى الله عليه وآله) وحده أو من الوحي إليه في الأرض فقط (1).

(1) قوله «في الأرض فقط» ما فهم من هذه الرواية أن آيات سورة النجم حكاية حال المعراج وأن قاب قوسين مقدار ما بينه وبين ربه تعالى وهو احتمال مرجوح في سياق الآيات، بل الظاهر أنها تصف حال رؤية النبي (صلى الله عليه وآله) جبرئيل أوائل النبوة وهو على الأرض كما كان يراه بعد ذلك في غير حال المعراج، قال في مجمع البيان: فكان قاب قوسين أي كان ما بين جبرئيل وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاب قوسين، وقال أيضا في (ثم دنى فتدلى) دنى جبرئيل بعد استوائه بالأفق الأعلى من الأرض فنزل إلى محمد (صلى الله عليه وآله).
وأما هذه الرواية فضعيفة جدا وعلي بن أبي حمزة ملعون على لسان الرضا (عليه السلام) والجوهري كذاب أيضا ولا يحتج بها واعلم أنه ليس في هذا باب حديث صحيح إلا أربعة: الثاني، والسابع عشر، والثاني والعشرون وتمام الأربعين وأما ما سواها فما لم يثبت من مضامينها بدليل آخر لم يثبت به حجه وما ثبت بدليل قاطع اعتمد عليه للاعتماد على الدليل الخارج فما يشتمل عليه هذه الرواية من ولاية أمير المؤمنين وكونها بأمر الله تعالى وما اشير إليه من ثبوت أصل المعراج فهو حق لأنه من ضروريات الدين والرواية فيه متواترة، وأما ما دل عليه من نزول آية قاب قوسين وآيات النجم في المعراج فلا نسلمه وإلا قويت شبهة المجسمة يزعمون أن الله تعالى جسم فوق السماوات وعرج برسول الله (صلى الله عليه وآله) إليه تعالى ليدنو منه ويتكلم معه بلا واسطة وتشرف هناك برؤيته تعالى وقرب منه قاب قوسين أو أدنى، ولا يعلمون أن الله تعالى أقرب من كل قريب إلى الإنسان في الأرض ولو عرج إلى السماوات الجسمانية لم يزد منه قربا ولن يرى هناك إلا أجساما جامدة أو ناطقة كما يرى في الأرض ولا يرى المجردات بالعين الظاهرة في السماوات ولا في الأرض ويراها من يراها بعين القلب وبالفؤاد في السماوات وفي الأرض جميعا، ولا فرق بين الأرض والسماء من الجهة التي توهمها المجسمة بل للمعراج سر آخر غير ما توهموه. (ش)
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417