قوله (ثم مسحنا بيمينه) كلما نسب من أسماء الجوارح وأفعالهما إليه سبحانه فإنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والتمثيل لتنزهة عنها، ولعل المراد بها الإفاضة والإعطاء والإحسان لأن المحسن منا إذا أحسن أحسن بيمينه والله سبحانه لما أحسن إليهم وأفاض نوره عليهم أضاء نوره وأظهر آثار عظمته فيهم لحكمة مقتضية لذلك ومن جملتها إرشاد الخلق وهدايتهم بسببهم إلى الخيرات وما ينجيهم من العقوبات.
* الأصل:
110 - أحمد، عن الحسين، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: أوحى الله تعالى إلى محمد (صلى الله عليه وآله): إني خلقتك ولم تك شيئا ونفخت فيك من روحي كرامة مني أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا، فمن أطاعك فقد أطاعني ومن عصاك فقد عصاني وأوجبت ذلك في علي وفي نسله، ممن اختصصته منهم لنفسي.
* الشرح:
قوله (ولم تك شيئا) أي موصوفا بالإنسانية إذ لا يطلق اسم الإنسان على من لم يكمل صورته وأعضاؤه.
قوله (فمن أطاعك فقد أطاعني) دل على اتحاد طاعتهما ومعصيتهما وهو كذلك لتوافقهما في الأوامر والنواهي.
* الأصل:
111 - الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن أبي الفضل عبد الله بن إدريس عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم. فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى، ثم قال: يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق ومن لزمهها لحق، خذها إليك يا محمد.
* الشرح:
قوله (فأجريت اختلاف الشيعة) لعل المراد اختلاف مذاهبهم.
قوله (ألف دهر) الدهر اسم للزمان الطويل ومدة حياة الدنيا، وقيل الدهر إذا عرف باللام يراد به الزمان الطويل وإذ أنكر يراد به مدة الدنيا.