شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٥٠
موجودا أو لم يوجد شيء منها، أولا وجود لغيره سبحانها، أو لا كأين غيره، ف‍ (كان) الثاني إما ناقصة أو تامة و «كان» الأول ناقصة قطعا، وجعلها تامة بمعنى وجد يوهم الحدوت تعالى الله عنه.
قوله (فخلق الكان والمكان) الكان مصدر مثل القيل والقال ولذلك أدخل عليه الألف واللام أي فخلق الكون والوجود أو الكاين من الممكنات ولا دلالة في الفاء على القدم الزماني لمدخولها لوقوعه على عقب آخر الأجزاء الموهومة من الزمان الموهوم (1) المراد من «إذ» ههنا.
قوله (وخلق نور الأنوار) لعل المراد به آلة نورانية ومادة روحانية لنبينا (صلى الله عليه وآله) وبالأنوار نظائرنا للأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) وتلك الأنوار تستفيض النور من ذلك النور كما أشار إليه بقوله (الذي نورت منه الأنوار) فهو نور فوق تلك الأنوار كما أن نور الشمس فوق أنوار الكواكب ثم أجرى الله تعالى في نور الأنوار من نوره، وهو الروح النبوي والإضافة لكمال الاختصاص أو العلم، وإطلاق النور عليهما شايع، والضمير في قوله «وهو النور» راجع إلى نور الأنوار، وهو الذي خلق الله تعالى منه محمدا وعليا (عليه السلام) فلم يزالا نورين أولين إذ لم يكن شيء قبلهما ولا معهما وهذه العناية مطوية ليتم الدليل فلم يزالا من لدن آدم (عليه السلام) يجريان طاهرين من الأخباث مطهرين من الذنوب والأرجاس في الأصلاب الطاهرة من السفاح حتى افترقا في صلب عبد المطلب ووقعا في صلب أطهر طاهرين في عصره في صلب عبد الله وصلب أبي طالب فخرج من صلب عبد الله سيد الأنبياء ومن صلب أبي طالب أشرف الأوصياء صلى الله عليهما، هذا ما خطر بالبال والله أعلم بحقيقة الحال.
* الأصل:
116 - الحسين [عن محمد] بن عبد الله (2)، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا جابر، إن الله أول ما خلق خلق محمد (صلى الله عليه وآله) وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي الله، قلت: وما الأشباح؟ قال: ظل النور أبدان نورانية بلا أرواح وكان مؤيدا بروح واحدة وهي روح القدس فبه كان يعبد الله وعترته ولذلك خلقهم حلماء، علماء، بررة، أصفياء، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ويصلون الصلوات ويحجون ويصومون.
* الشرح:
قوله (قال ظل النور) الإضافة لامية، والظل الفيىء الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس مثلا

(1) الزمان الموهوم يوجب الحدوث الموهوم (ش).
(2) في بعض النسخ «الحسين بن محمد عن عبد الله».
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417