شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ١٥٢
* الشرح:
قوله (إلى مكان) التنكير للتعظيم لكونه من أشرف الأماكن وأرفعها بحيث لا يصل إليه عقل البشر.
قوله (تخليني على هذه الحال) إشارة إلى الحال التي عرضت له بسبب القرب والوصال والمحو في الهوية المطلقة والعظمة والكمال وما يتبعها من الخوف والخشية والرجاء كما قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
قوله (فوالله لقد وطئت مكانا ماوطئه بشر) في دلالته على الوجه للتخلف نظر وإنما الدال عليه ماوطئه ملك اللهم إلا أن يقال: عدم وطأ البشر مستلزم لعدم وطأ الملك بناء على أن البشر أفضل منه، وفيه دلالة على أن عروجه كان جسمانيا وهو الحق ولا عبرة بإنكار من أنكره وخصه بالروحاني وعلى أنه (صلى الله عليه وآله) أفضل من الملائكة المقربين وهو كذلك، والأخبار في ذلك متظافرة ومن أنكر ذلك من العامة استدل بما روى عنه (صلى الله عليه وآله) قال: «قال الله تعالى: اذكروني في ملائكم أذكركم في ملاء خير من ملائكم» يعني في ملاء الملائكة فإذا ذكرناه في ملاء أحدهم النبي لزم بحكم الرواية المذكورة أن يكون ملاء الملائكة خيرا من ملائنا فيلزم أن يكون الملائكة أعظم وأشرف من النبي، وهو أقوى ما استدلوا به.
أقول: على تقدير بقاء الرواية على عمومها لا يلزم من كون المجموع خيرا من مجموع آخر أن يكون كل واحد من أجزاء الأول خيرا من كل واحد من أجزاء الآخر ألا يرى أنا إذا قلنا مجموع تلك البيوتات خير من مجموع هذة البيوتات لا يلزم من ذلك أن يكون كل واحد من تلك البيوتات خيرا من كل واحد من هذه البيوتات لجواز أن يكون في هذه البيوتات بيت لا يوازيه ولا يدانيه واحد من تلك البيوتات، وبالجملة حكم الكل غير حكم كل واحد.
* الأصل:
119 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له: مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبي إن ربك يصلي فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح، سبقت رحمتي غضبي، فقال: اللهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله قاب قوسين أو أدنى، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417