* الشرح:
قوله (إلى مكان) التنكير للتعظيم لكونه من أشرف الأماكن وأرفعها بحيث لا يصل إليه عقل البشر.
قوله (تخليني على هذه الحال) إشارة إلى الحال التي عرضت له بسبب القرب والوصال والمحو في الهوية المطلقة والعظمة والكمال وما يتبعها من الخوف والخشية والرجاء كما قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
قوله (فوالله لقد وطئت مكانا ماوطئه بشر) في دلالته على الوجه للتخلف نظر وإنما الدال عليه ماوطئه ملك اللهم إلا أن يقال: عدم وطأ البشر مستلزم لعدم وطأ الملك بناء على أن البشر أفضل منه، وفيه دلالة على أن عروجه كان جسمانيا وهو الحق ولا عبرة بإنكار من أنكره وخصه بالروحاني وعلى أنه (صلى الله عليه وآله) أفضل من الملائكة المقربين وهو كذلك، والأخبار في ذلك متظافرة ومن أنكر ذلك من العامة استدل بما روى عنه (صلى الله عليه وآله) قال: «قال الله تعالى: اذكروني في ملائكم أذكركم في ملاء خير من ملائكم» يعني في ملاء الملائكة فإذا ذكرناه في ملاء أحدهم النبي لزم بحكم الرواية المذكورة أن يكون ملاء الملائكة خيرا من ملائنا فيلزم أن يكون الملائكة أعظم وأشرف من النبي، وهو أقوى ما استدلوا به.
أقول: على تقدير بقاء الرواية على عمومها لا يلزم من كون المجموع خيرا من مجموع آخر أن يكون كل واحد من أجزاء الأول خيرا من كل واحد من أجزاء الآخر ألا يرى أنا إذا قلنا مجموع تلك البيوتات خير من مجموع هذة البيوتات لا يلزم من ذلك أن يكون كل واحد من تلك البيوتات خيرا من كل واحد من هذه البيوتات لجواز أن يكون في هذه البيوتات بيت لا يوازيه ولا يدانيه واحد من تلك البيوتات، وبالجملة حكم الكل غير حكم كل واحد.
* الأصل:
119 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال له: مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبي إن ربك يصلي فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي؟ قال: يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح، سبقت رحمتي غضبي، فقال: اللهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله قاب قوسين أو أدنى، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين